تأثير التوتر باليمن على التجارة المغربية يسائل الحكومة
دفع التوتر الذي يعرفه مضيق باب المندب بالبحر الأحمر، المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، إلى توجيه سؤالين كتابيين، لكل من وزير الصناعة والتجارة، ووزيرة الاقتصاد والمالية.
وقالت المجموعة في سؤاليها، الموقعين من طرف رئيسها عبد الله بووانو، إن مضيق باب المندب، على البحر الأحمر، يعرف توترا منذ نونبر 2023، أثّر على مسارات سفن الشحن البحري، وعلى حركة الملاحة البحرية، مسائلة وزير الصناعة والتجارة عن تداعيات هذا التوتر على التجارة الخارجية للمغرب، ومطالبة بالكشف عن الإجراءات التي ستتخذها الحكومة لتفادي أي تأثير سلبي لهذا التوتر، على وضعية التموين في المغرب.
كما طالب رئيس المجموعة، في سؤاله الموجه لوزيرة الاقتصاد والمالية، بالكشف عن تداعيات التوتر بمضيق باب المندب، على وفرة السلع بالأسواق الوطنية، وعلى أسعارها، وبالكشف عن الإجراءات التي ستتخذها الحكومة لتفادي أي تأثير سلبي للتوثر ذاته، على وضعية التموين في البلاد.
وأدت الهجمات التي ينفذها الحوثيون في اليمن ضد السفن التجارية الدولية، التي تمر عبر البحر الأحمر إلى زيادة تكلفة النقل البحري بين آسيا والمغرب في الأسابيع القليلة الماضية، بنسبة تتراوح بين 50 و100 في المائة.
وفي ذات السياق، أوضح رشيد الطاهري، رئيس الجمعية المغربية لوسطاء الشحن في تصريح لـ”صوت المغرب” أن هذه الارتفاعات “ناتجة أساسا عن ارتفاع التأمينات على البواخر بسبب التطورات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط”.
وأكد الطاهري أن هذه الارتفاعات في أسعار السلع القادمة من آسيا، كالسلع التكنولوجية والمواد الغذائية، ستنعكس في النهاية على أسعارها في السوق الوطنية.
ومنذ نونبر الماضي، يهاجم الحوثيون في اليمن سفن الشحن القادمة من آسيا عبر البحر الأحمر، في حركة لإظهار الدعم لفلسطين من خلال تعطيل التجارة الاسرائلية، حيث تصل 40 بالمائة من واردات إسرائيل عبر البحر الأحمر.
توالي الهجمات الحوثية أجبر 18 شركة شحن على تغيير مسارها ومسار بضائعها، التي تقدر بـ 200 مليار دولار حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، ما يعني زيادة 10 أيام في مدة الشحن، وبالتالي زيادة تكاليف النقل للمواد القادمة من آسيا.
وفي هذا الصدد، أشار الطاهري إلى أن هذه التطورات ستؤدي أيضا إلى مشكل اكتظاظ الموانئ بسبب تردد بعض السفن في المغادرة صوب وجهاتها بسبب ضبابية الوضع، معبرا في الآن ذاته عن مخاوفه من تكرار سيناريو جائحة كورونا.
من جهته نفى الخبير الاقتصادي ياسين اعليا خبر ارتفاع تكلفة النقل البحري بين آسيا والمغرب في الأسابيع القليلة الماضية، بسبب الهجمات التي ينفذها الحوثيون في اليمن ضد السفن التجارية الدولية، والتي تمر عبر البحر الأحمر.
وأكد اعليا في تصريح ل”صوت المغرب” أن “الأخبار التي تروج حول ارتفاع كُلفة النقل، لا تتوافق مع المعطيات التي يقدمها المستوردون وكذلك مكاتب التأشير المشتغلة في الموانئ المغربية”،
وأضاف الخبير أن “الهدف من هذه الأخبار هو خلق نوع من حالة عدم الاستقرار في سوق النقل الدولي، والرفع من مستويات الأثمان التي يستفيد منها الوسطاء”.
وأوضح عليا أن الهجمات تكون موجهة بالضبط نحو السفن المتوجّهة بالضبط إلى الموانئ الإسرائيلية، مشيرا إلى أن “السفن المتوجهة نحو المغرب تبقى خارج نطاق هذه الهجمات”.
ولم ينف الخبير أن تكون هناك زيادة في أثمنة التأمين على البواخر، لكون “المنطقة صارت ذات توتر مرتفعة نسبيا”، لكن نفى في المقابل أن يكون لهذه الزيادة أثر كبير على تكلفة الشحن والنقل بين المغرب وآسيا.
وكانت الهجمات المتوالية للحوثيين قد دفعت الولايات المتحدة الأمريكية قبل أسابيع إلى إنشاء تحالف دولي يضم أكثر من 20 بلدا، أطلق عليه اسم “حارس الازدهار”، بهدف حماية الملاحة في البحر الأحمر وردع الحوثين عن مهاجمة السفن التجارية.