story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
آداب |

“بين وطنين”.. سارة البوفي تجسّد معاناة اللجوء على صفحات روايتها الجديدة

ص ص

في ركن من أركان المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، أطلقت الكاتبة والصحافية سارة البوفي روايتها الجديدة “بين وطنين”، التي ترصد من خلالها بحس إنساني معاناة اللجوء وويلات الحرب.

وكان توقيع الرواية على هامش النسخة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب، السبت 26 أبريل 2025، بحيث اعتبرت الكاتبة أن روايتها جسر بين الألم والأمل، بين وطنين متنازعين في القلب والذاكرة، داعية إلى التأمل في القضايا الإنسانية الملحّة.

وقالت البوفي: “أنا سعيدة اليوم بتواجدي هنا لتوقيع روايتي بين وطنين، الرواية التي لم أكتبها فقط من أجل الحكي، بل من أجل تسليط الضوء على ظاهرة إنسانية قد لا ترى بالعين المجردة، لكنها قضية جوهرية يجب على جميع الكتّاب معالجتها، وهي ظاهرة الحرب واللجوء”.

وأضافت أن الرواية تسرد قصة فتاة قاومت أهوال الحرب ومآسي اللجوء، بحثًا عن الأمان والاستقرار في بلاد المهجر، معبرة عن أملها في أن تجد روايتها صدى في قلوب القراء وأن تنال إعجابهم.

من جانبه، أكد عبد الله بقراوي، أستاذ باحث في علم التصوف والأدب العربي والتراث الفني المغربي، أن الكاتبة سارة البوفي، وكما عودت قراءها في أعمالها السابقة، تقدم في روايتها الجديدة “بين وطنين” نصًا غنيًا يستحضر مجموعة من الأحداث التي تنسج من خلالها حالات ووضعيات نفسية واجتماعية متنوعة.

وأوضح بقراوي أن الرواية تحكي قصة فتاة هجرت من سوريا هربًا من ويلات الحرب، وانتقلت إلى تركيا كلاجئة، حيث خاضت رحلة مليئة بالسقوط والنهوض، بالإصرار والمعاناة، ومواجهة العديد من العوائق، مشيدًا بالأسلوب الفني الجميل الذي اتسم بطابع تصويري عميق.

وأضاف أن الرواية تزخر بعدد من الشخصيات، كل واحدة منها تمثل حالة اجتماعية ونفسية قائمة بذاتها، مما أضفى على النص عمقًا إنسانيًا مؤثرًا، وجعل القارئ يرافق المهاجرين واللاجئين في رحلتهم القاسية، ويعيش مع البطلة انتقالاتها النفسية والاجتماعية المختلفة.

وأشار بقراوي إلى أن هذا الإصدار هو رابع عمل أدبي للكاتبة سارة البوفي، وقد لمس من خلاله أفقًا واسعًا ورؤية ناضجة تتناول مواضيع اجتماعية بروح سيكولوجية متميزة، مع استحضار تنائية الخير والشر، وتعدد الأزمنة والأمكنة.

واختتم بقراوي بالقول إن ما يميز أسلوب البوفي هو قدرتها الفائقة على الوصف، الذي لا يقتصر على القراءة فقط، بل يجعل القارئ يشاهد ويعيش تفاصيل الرواية وكأنه جزء منها.

وتغوص رواية “بين وطنين” في أعماق تجربة إنسانية ونفسية معقدة، كاشفة الستار عن معاناة اللاجئ الذي يجد نفسه عالقًا بين براثن الحرب والضغوط النفسية في وطنه. وترسم رحلة تتشابك فيها مشاعر التيه والضياع، وتتداخل فيها نغمات اللجوء والذل والمهانة، مشكلة لوحة درامية تمس أعماق الروح، وتنقل القارئ إلى قلب المأساة بلغة نابضة بالإحساس والصدق.

وعبر صفحات هذه الرواية، يعيش القارئ مع الشخصيات لحظات متناوبة من الأمل واليأس، ويشهد قدرة الإنسان على مقاومة أقسى الظروف بحثًا عن بصيص نور وسط ظلام الحياة.