story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

بيد يمينية تدير رحى الغضب.. هكذا يهاجم الإسبان الشاحنات المغربية

ص ص

لا ينفك المزارعون الإسبان في ثورتهم ضد السياسات الحكومية في بلادهم، يبحثون عن منافذ جديدة يصرفون عبرها غضبهم المتزايد تجاه المنتوجات المغربية التي يقولون إنها “تهددهم بشكل مباشر”، مدفوعين في ذلك بخطاب اليمين المتطرف الإسباني.

وكان ذلك في البداية عبر توجيه أصابع الاتهام إلى “جودة الخضر المغربية وسلامتها”، متهمين إياها بعدم الاستجابة لمعايير السلامة الصحية المحددة لدى الاتحاد الأوروبي، وبعدها وجدوا سبيلا آخر من خلال عدم الاعتراف برخص سياقة الشاحنات المغربية بإسبانيا.

خضر المغرب تحت المجهر

وكشفت تقارير إسبانية أن المزارعين الإسبان بعد اعتراضهم لشاحنات مغربية محملة بالخضر، أخذوا عينات منها إلى المختبرات ليثبتوا أنها تحتوي على مواد محظورة يقولون إنها مضرة بصحة الإنسان.

وآخر هذه المساعي تتعلق حسب ما نقلته صحيفة “أوكيذياريو” الإسبانية بأن المزارعين أجروا تحليلات على الفول المغربي، كشفت عن احتوائه على 0.029 مليكرام من مادة إيمامكتين بنزوات، لكل كيلوجرام، وهو أحد المبيدات الحشرية المستخدمة لعلاج الخضروات.

وتقول التقارير ذاتها إن هذه النسبة تتجاوز بكثير النسبة السليمة المسموح بها في الاتحاد الأوربي والتي حددت في أقل من 0.01.

ويقول المزارعون الإسبان إن هذه النسبة المرتفعة عن الدرجة الطبيعية بثلاثة أضعاف تشكل خطرا على صحة الإنسان.

وأوضحت الصحيفة إنها ليست المرة الأولى التي يدق فيها ناقوس الخطر بشأن سلامة المنتوجات الفلاحية المغربية المصدرة إلى الخارج وهو الامر الذي كان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا”، يخرج لنفيه في كل مرة. 

ويتخذ المزارعون الإسبان المحتجين منذ أسابيع من “تكرار” وجود مواد محظورة بخضر المغرب وفواكه ذريعة أخرى من أجل الحث على فرض قيود على دخول الشاحنات المغربية إلى بلادهم وعبرها إلى باقي دول الاتحاد الأوروبي.

ذريعة رخص السياقة

وجه آخر من أوجه سعي المزارعين الإسبان إلى مهاجمة المنتوجات الفلاحية، يتمثل في الجدل الدائر خلال الأيام القليلة الماضية بشأن  مصادقة بلادهم على إجراءات مطابقة رخص قيادة الشاحنات مع المغرب.

وذلك تبعا للاتفاق الثنائي مع المملكة، الذي ينص على الاعتراف المتبادل برخص السياقة الخاصة بالشاحنات والحافلات، دون أن يضطر المهتمون إلى إجراء اختبارات نظرية أو عملية.

ووفقا للتدابير الجديدة، يمكن للمغاربة قيادة الشاحنات في إسبانيا لمدة ستة أشهر دون الحاجة إلى استبدال رخصتهم.

وكان من المفروض على السائقين الحاصلين على رخص مغربية والذين يطلبون استبدال رخص السياقة المعادلة للرخص الإسبانية، اجتياز الاختبارات النظرية لمراقبة المعرفة المحددة المعمول بها في إسبانيا.

وهو الأمر الذي يعارضه المزارعون الإسبان بشدة إلى جانب عمال هذا القطاع، حسب صحيفة “إلديبايت” التي قالت إنهم يستعدون لمواجهة هذا القرار الذي يعتبرونه اعتداء على حقوقهم كعمال إسبان.

ويعزون معارضتهم لهذا القرار إلى كونهم اجتازوا اختبارات أكثر صعوبة من تلك التي في المغرب، من أجل الحصول على هذه الرخص، بينما نظراؤهم المغاربة لن يضطروا إلى ذلك، وبالتالي “فإنه بالنسبة لهم لا يمكن أن يصبحوا على قدم المساواة معتبرين ذلك إجحافا”.

يد متطرفة تدير الرحى

وفي خضم هذا الحراك الذي تشهده إسبانيا في أوساط مزارعيها، انتعش خطاب الفلاحين المعادين لدول الجنوب بما في ذلك المغرب، مدفوعين بخطاب اليمين المتطرف.

ويظهر حزب “فوكس” الإسباني اليميني المتطرف، دعمه للمزارعين الغاضبين ويستمر في تأجيج هذا الغضب من خلال مهاجمة المغرب وذلك في غياب المقترحات والبدائل الجادة لدعم المزارعين الإسبان.

ويطالب في هذا الصدد الحزب اليميني المتطرف، بتعليق الاتفاق الفلاحي الموقع بين المغرب والاتحاد الأوروبي بسبب ما يقول إنها “أضرار اقتصادية جسيمة لحقت بالقطاع الفلاحي الإسباني”.

وكانت المجموعة البرلمانية للحزب اليميني المتطرف قدمت مقترح قانون “تحث فيه حكومة إسبانيا على طلب التعليق الفوري للاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، بسبب الأضرار الاقتصادية الهائلة التي تسببها الاتفاقية المذكورة لصناعة الأغذية الزراعية الإسبانية

ويقول أعضاء الحزب إن “الاتحاد الأوروبي يمول زراعة الزيتون المغربية بمبلغ 115 مليون أورو في ظل أزمة القطاع بإسبانيا. ولا يمكن لطماطمنا أن تنافس في السعر الطماطم المغربية، التي من الواضح أنها ذات جودة رديئة ولا تتوافق مع التشريعات الأوروبية”.