بووانو: الحكومة تُغرق البلاد في الديون والمغرب بحاجة إلى “رَجَّة” سياسية
عبرَّ عبد الله بووانو رئيس المجموعة النيابية العدالة والتنمية، عن استيائه لطريقة اشتغال الحكومة برئاسة عزيز أخنوش، لافتا إلى أن منسوب الثقة في العمل الحكومي والبرلمان والمؤسسات المنتخبة “بات في تراجع مستمر”.
“فقدان شبه كامل للثقة”
وأضاف النائب البرلماني، في لقاء تنظيمي نظمه حزب العدالة والتنمية بمدينة الدار البيضاء، الأحد 2 فبراير الجاري، أن المواطن المغربي “لم يعد يرى في هذه المؤسسات أدوات حقيقية للتغيير”، بل تحول الأمر إلى “فقدان شبه كامل للثقة” بسبب السياسات العشوائية وغياب التواصل الفعّال مع المواطنين.
واستدل المسؤول البرلماني بالتقارير الوطنية والدولية التي تشير إلى هذا التراجع، موضحا أنَّ الحكومة الحالية “لم تقدم أي مبادرات جادة لاستعادة هذه الثقة، بل زادت من حالة الإحباط لدى الشعب المغربي”.
ويرى بووانو أنَّ الحكومة الحالية “أغرقت البلاد في مديونية غير مسبوقة”، حيث اقترض المغرب أكثر من 8.5 مليار دولار خلال ثلاث سنوات فقط، وهو ما يفوق ما اقترضته الحكومات السابقة خلال عقد كامل.
ويضف في معرض كلمته أنهُ رغم هذه القروض الضخمة، “لم نرَ أي مشاريع تنموية حقيقية تنعكس على حياة المواطنين”، حيث لجأت الحكومة إلى “حلول ترقيعية مثل دعم الاستيراد، ما يزيد من تبعيتنا للأسواق الخارجية ويضر بالاقتصاد الوطني على المدى الطويل”، بدلًا من الاستثمار في البنية التحتية ودعم الإنتاج المحلي.
“ارتفاع مستمر” للأسعار
كما سلط بووانو الضوء على غلاء الأسعار التي تشهد “ارتفاعاً مستمراً”، سواء في المواد الغذائية أو المحروقات أو الخدمات الأساسية. لافتا إلى أن إلقاء الحكومة باللوم على التضخم العالمي، “لا يعبرُ عن حقيقة الوضع الراهن”.
وأكد المتحدث “أن سياسة الحكومة هي السبب الرئيسي في هذا الغلاء”، مشيرا إلى وجود إمكانية اتخاذ تدابير لدعم الإنتاج المحلي والتحكم في سلاسل التوزيع، لكن الحكومة “فضلت ترك المواطن يواجه الأزمة وحده”.
وفي سياق متصل يرى بووانو أنَّ الدعم الذي تم رصده لم يؤثر إيجابيًا، “بل زاد من ثروات بعض الفئات على حساب الطبقة المتوسطة والفقيرة”، في غياب تام لأي مراقبة حقيقية للأسواق.
وبخصوص المنظومة الصحية قال بووانو بأنها “تعيش حالة انهيار غير مسبوقة، مع تفشي الإضرابات ونقص الموارد البشرية وسوء تدبير المستشفيات”، ويؤكد أن الحكومة فضلت “دعم القطاع الخاص بدل الاستثمار في القطاع العمومي”.
وشدد المسؤول البرلماني على أن العلاج في المستشفيات العمومية أصبح “شبه مستحيل”، بسبب اضطرار المواطن إلى دفع مبالغ باهظة للحصول على خدمات صحية لائقة، بينما الدولة تفرّط في مسؤوليتها الأساسية تجاه صحة المواطنين.
“تعليم يعيش على وقع الفشل”
كما انتقد رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، بالمناسبة، قطاع التعليم في المغرب، بحيث وصفه بأنهُ “يعيش على وقع الفشل المتكرر بسبب غياب استراتيجية واضحة من الحكومة”.
وفي السياق، يرى بووانو أنَّ مشروع “المدرسة الرائدة”، الذي رُوّج له كإصلاح كبير، “لم يجد طريقه إلى التنفيذ بالشكل المطلوب، بينما ظلت المشاكل البنيوية قائمة، من نقص في الموارد البشرية إلى ضعف المناهج الدراسية”.
وتبعا لذلك، أصبح التعليم الخاص حسب بووانو “البديل الوحيد للعائلات التي تبحث عن تعليم جيد، لكن بأسعار باهظة لا يستطيع الجميع تحملها”، لذا يرى المتحدث أنَّ الحكومة مطالبة بإصلاح حقيقي لهذا القطاع بدل إطلاق مشاريع بلا رؤية واضحة.
وخلص بووانو إلى أنَّ المغرب بحاجة إلى “رَجَّة” سياسية ومجتمعية تعيد ترتيب الأولويات وتضع مصلحة الوطن “فوق الحسابات الضيقة”، مبرزا أن السياسة ليست مجرد تدبير يومي، بل هي فعل مقاومة ضد الفساد والمحسوبية والرداءة.