بونعمان: جر إسرائيل إلى “لاهاي” هو فضح لسياستها اللاأخلاقية

في الوقت الذي يواصل فيه العدوان الإسرائيلي حربه على قطاع غزة المحاصر، مسقطا بذلك آلاف الشهداء الفلسطينيين، منذ السابع من أكتوبر الماضي، تتجه فيه الأنظار الدولية، اليوم الجمعة 26 يناير 2024، إلى محاكمة إسرائيل في “لاهاي” بتهمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتداعيات حربها هناك، ذلك بعد خطوة غير مسبوقة أقدمت عليها جنوب أفريقيا عند رفعها طلبا لدى المحكمة العدل الدولية تدعو فيه معاقبة إسرائيل واتخاذ تدابير مؤقتة.

وقال سلمان بونعمان، الخبير في العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس في حديثه إلى “صوت المغرب” إن “جر إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية، هو خطوة تاريخية وسياسية غير مسبوقة، وكذلك فضح لسياسة لكيان الإسرائيلي اللأخلاقية، وواحد من أشكال المعارك القانونية والأخلاقية ضد الدعم الغربي اللامحدود لإسرائيل وبشاعة إبادتها”.

وتابع بونعمان، أنه “نظرا لأن إسرائيل لم تراعي القوانين الدولية والمشاعر الإنسانية، فهذا جعلها تحت حرج قانوني وأخلاقي كبير أمام الرأي العام الدولي والوسط الديبلوماسي”.

وأيا كان الحكم وبعيدا عن نتائج الجلسة المرتقبة اليوم الجمعة، أبرز بونعمان أن “هذه المحاكمة لن تغير في موازين القوى الدولية شيء، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو حتى الفكري”، معتبرا أن منطق القوة والهيمنة هو الذي يحكم النظام الدولي ومنطق اشتغال السياسة الدولية.

وأضاف المتحدث ذاته أنه “جنوب إفريقيا أقدمت على خطوة مهمة في فضح نظام الأبارتايد، فإسرائيل تريد أن تبيد السكان الأصليين وتلغيهم عن الوجود، إلى جانب أن العالم الغربي بدأ يعيش حالة يقضة وصحوة” مبرزا أن” هذه المحاكمة كان لها تأثيرا كبيرا في بناء وعي مشترك حول الشعوب المناضلة”.

وشدد المتحدث نفسه في الأخير على أن “إسرائيل تبقى احتلالا، وإن كان العالم يعرف معركة على مستوى المفاهيم، ذلك حتى لا يتم تزييف السردية الحقيقة للفلسطينيين”.