بوغالم: المغاربة يتطلعون إلى جعل محاربة الفساد خيارات استراتيجيا للدولة

قال عباس بوغالم أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الأول بوجدة “إن استقبال المغاربة سنة جديدة على وقع فتح متابعات قضائية في ملفات فساد مالي يجعلهم يتطلعون إلى جعل محاربة الفساد أولوية وخيارا استراتيجيا للدولة، وليس مجرد حملة محدودة في الزمان والمكان”.

واعتبر بوغالم في حديث لمجلة لسان المغرب في عددها الأخير أن تحقيق ذلك يستدعي التعبير عن إرادة سياسية حقيقية وجدية لمواجهة أخطبوط الفساد الذي ينخر كل مقدرات الشعب والدولة في تحقيق النهوض الاقتصادي والاجتماعي المأمول.

من جهة أخرى ، عبر بوغالم عن تخوفه من غلق الفضاء السياسي العمومي في المغرب، وأضاف “ليس من شيء يبعث على الريبة والقلق بالنسبة للمجتمعات الإنسانية أكثر من سيادة حالة الفراغ وحالة الجمود والركود الذي يشبه الهدوء الذي يسبق العاصفة، ولعل تنامي التوترات الاجتماعية مع ما يصاحبه من حركات احتجاجية، دليل على أن المجتمع لم يعد يملك من وسيلة للتعبير عن نفسه سياسيا سوى الخروج إلى الفضاءات العامة للتعبير عن مطالبه، في تجاوز تام لكل الوسائط التمثيلية بسبب انعدام الثقة وانعدام الجدوى من هذه التنظيمات ذاتها”، معتبرا أن نموذج تنسيقيات التعليم أبلغ مثال.

وتابع” إن غلق الفضاء السياسي العمومي أمام مختلف التعبيرات الحية في المجتمع، وإفراغ كافة التنظيمات السياسية والنقابية والجمعوية من مضمونها، لن يولد إلا مزيدا من الاختلالات على مستوى العلاقة بين الدولة والمجتمع، والتي قد تشكل خطرا على الاستقرار الاجتماعي والسياسي”.

وتابع” المغرب في حاجة إلى كافة تشكيلاته السياسية والاجتماعية، وإلى كافة تعبيراته المجتمعية لإسناد الدولة في مواجهة التحديات والرهانات المستقبلية”.

وشدد المتحدث أننا في حاجة إلى بعث الدينامية والحيوية في المجتمع والتي تستوجب تبعا لذلك، فتح المجال أمام النقاش والتداول والحوار الفكري والاجتماعي والسياسي بشكل حر.

وعبر عن أمله أن تشكل سنة 2024 سنة الطي النهائي لصفحة الاعتقال السياسي بالمغرب، والافراج عن معتقلي حراك الريف، والافراج عن كافة معتقلي حرية الرأي والتعبير، معتبرا أن هذه الخطوات ستحمل في طيها أكثر من إشارة دالة في هذا السياق.