بوعيدة ينتقد هيمنة خطاب الخصوم على الدراسات الأكاديمية حول الصحراء

سجل البرلماني والأكاديمي عبد الرحيم بوعيدة هيمنة خطاب خصوم الوحدة الترابية للمملكة على مجال البحث في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.
وقال بوعيدة، خلال استضافته في برنامج “ضفاف الفنجان”، الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”: “يكفي أن تتصفح محرك “غوغل” وتكتب “الصحراء” مثلاً، لتجد أمامك كماً هائلاً من الأطروحات والدراسات التي تعبر عن وجهة نظر الخصوم، بينما يغيب الخطاب المغربي سواء داخل الجامعات الإسبانية أو الفرنسية أو الأمريكية”.
وأوضح ابن جهة كلميم واد نون، المعروفة بـ”بوابة الصحراء”، أن الخلل يكمن في كون الأستاذ الجامعي المغربي “يتعامل مع قضية الصحراء بمنطق سياسي”، مشيراً إلى أن دور وزارة الخارجية مفهوم ومحدد بهذا المنطق، كما أن دور المؤسسة الملكية حاسم في القضايا الكبرى.
وأضاف أن دور الأكاديمي المغربي “ليس هو ترديد الخطاب السياسي”، مبيناً أن “دور الباحث هو إظهار الحقائق التاريخية”، متسائلاً “هل نعرف، على سبيل المثال، الوثائق التاريخية التي تثبت مغربية الصحراء قبل دخول الاستعمار الإسباني؟ هل نعرف سياق التقسيم مع موريتانيا؟ هل نُدرك الخلفيات الجيوسياسية لتدخل القوى الاستعمارية في المنطقة؟”. وقال: “هذه أسئلة لا نجد لها أجوبة في مناهجنا الجامعية للأسف”.
وشدد على أنه لا يوجد خبراء حقيقيون في هذا الملف، معتبراَ أنه “لا يكفي أن نأتي بأكاديمي يلم ببعض الجوانب فقط. إذ أن من يتحدث عن الصحراء يجب أن يفهم التاريخ، والأنثروبولوجيا، والسياسة، والسوسيولوجيا، والثقافة الصحراوية، وعقلية الإنسان البدوي”. وأوضح أنه لا يمكن إدارة ملف بهذا التعقيد دون معرفة دقيقة وشاملة بالبيئة والسياق.
ويرى بوعيدة أن إنجاز الطرق وتشييد البنيات التحتية، وتحقيق الاختراقات الدبلوماسية، لا يمكن لهذا وحده أن يراكم المكاسب بدون بناء الإنسان، مشيراً إلى وجود حاجة إلى بناء العقل المغربي، وتغيير ثقافة التعاطي مع القضية الوطنية.
واعتبر أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه “مكسب تاريخي يجب وضعه في سياقاته الإقليمية والدولية” بغض النظر عما صاحبه من قرارات أخرى، مشيراً في هذا الصدد إلى أن “للدولة ضروراتها، وللمثقف خياراته. وأنا كمثقف، مهمتي أن أصل إلى الجيل الجديد وأشرح له القضية بلغة علمية وأكاديمية”.
كما توقف بوعيدة عند تنبيه الملك محمد السادس خلال افتتاح السنة التشريعية، إلى أنه توجد “حاجة إلى الكفاءة”، متسائلاً “من طبّق هذا التوجيه؟”.
وأضاف: “لا شيء تغيّر. نفس العقليات، ونفس الخطابات، ونفس الوجوه”، منتقداً تنظيم ندوات حول ملف الصحراء في العاصمة الرباط دون دعوة أبناء الجنوب إليها، “رغم أنهم الأكثر فهماً للقضية وارتباطاً بالمنطقة”.