story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

“بوحمرون” يودي بحياة طفلتين ويفتك بإقليم شفشاون ودعوات للتدخل العاجل

ص ص

أودى مرض الحصبة “بوحمرون”، بحياة طفلتين، إحداهما لا زالت رضيعة توفيت مساء أمس، بجماعة تمروت التابعة لإقليم شفشاون، في ظل ارتفاع عدد المصابين بهذا المرض خصوصا في صفوف التلاميذ.

وأوضح مصدر خاص لصحيفة “صوت المغرب”، أن الرضيعة التي كانت تبلغ من العمر ثلاثة أشهر، “توفيت جراء إصابتها بمرض الحصبة (بوحمرون)”، مؤكدا أنها عانت “من مضاعفات خطيرة ناجمة عن المرض”.

ومن جهتها، قالت الفاعلة الجمعوية وقريبة إحدى الطفلتين أسية السباعي، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” إن الطفلة حياة التي كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات، لقيت هي الأخرى حتفها بجماعة المنصورة بني أحمد، التابعة لإقليم شفشاون، يوم الجمعة 22 نونبر 2024، متأثرة بمرض الحصبة”، معتبرة أنه “من المرجح أن يرتفع العدد أكثر في حالة عدم إيجاد حل”.

وأشارت الفاعلة الجمعوية إلى أن هذا الحادث المأساوي، يعكس ضعف الخدمات الصحية في المناطق القروية، مضيفة في نفس السياق أن “هذا المرض ينتشر في صفوف الكثير من الأطفال، خصوصاً التلاميذ في العالم القروي، وسط غياب العلاج والتطعيم الكافي”.

وحذرت المتحدثة ذاته من مغبة ارتفاع عدد الضحايا، “في ظل الانتشار السريع للمرض وضعف التدخلات الصحية العاجلة”، معتبرة أن “حالة الطفلة حياة هو انعكاس للحاجة الماسة لتكثيف حملات التلقيح وتحسين البنية التحتية الصحية لضمان حماية الأطفال بالمنطقة”.

وتعرف عدد من الجماعات القروية التابعة لإقليم شفشاون “كتمروت، أونان، وبني منصور”، وضعا صحيا مقلقا جراء تفشي هذا المرض “شديد العدوى”، في ظل “غياب الاستجابة السريعة من طرف الجهات المسؤولة وضعف المرافق الصحية وندرة مصل التطعيم في هذه المناطق النائية”، حسبما أفادت به مصادر محلية لصحيفة “صوت المغرب”.

وفي هذا السياق كان الفاعل الحقوقي عبد المجيد أحراز قد قال في تصريح سابق لصحيفة “صوت المغرب”، “إن المرض انتشر بشكل كبير بالإقليم”، موضحا أن “جماعة بني مصور تعرف ظهور بؤرة وبائية، أثرت بشكل كبير على الوضع الصحي خاصة في صفوف الأطفال”.

وأبرز الفاعل الحقوقي أن تأثير انتشار هذا المرض المعدي في صفوف تلاميذ المدارس “أدى إلى وفاة طفلة بجماعة تاموروت بالمركز الصحي باب برد قبل شهر”.

وعزا أحراز انتشار المرض بهذا الشكل إلى “ضعف الخدمات الصحية ونقص حملات التطعيم التي تعتبر خط الدفاع الأول ضد هذا الوباء، فضلا عن غياب الأطر الطبية بالمستوصفات رغم تعيينهم”.

وأشار المتحدث ذاته إلى “افتقار الجماعات القروية بالإقليم إلى بنيات تحتية صحية متطورة كفيلة بتقديم الرعاية العاجلة للمصابين”، مبرزا محدودية إمكانيات المراكز الصحية الصغيرة المتواجدة في المنطقة وبُعد المستشفى الإقليمي الذي يوجد بمدينة شفشاون والذي يعاني بدوره من ضغط توافد مرضى الإقليم بشكل كبير.

وفي ظل هذه الظروف، شدد الفاعل الحقوقي عبد المجيد أحراز على ضرورة التدخل السريع للجهات المعنية، من خلال إرسال فرق طبية ميدانية، وتوفير التطعيمات الضرورية، لضمان السيطرة على المرض قبل أن يتسبب في المزيد من الأضرار.

ومن جانبها، كانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية قد أعلنت في وقت سابق، عن ارتفاع حالات الحصبة في المملكة وذلك “في سياق عالمي يتميز بزيادات كبيرة في عدد الحالات وتفشيها على مستوى العالم”.

وقال بلاغ للوزارة إن التحريات الوبائية الميدانية خلصت إلى انخفاض الإقبال على التلقيح بمجموعة من التجمعات السكانية، مما ساهم في انتشار الفيروس وظهور بؤر الحالات المرضية.

وكانت الأمم المتحدة، قد حذرت في 15 يوليوز 2024، من أن معدلات تطعيم الأطفال تشهد ركودا في جميع أنحاء العالم ولم تسترجع بعد مستوياتها المسجلة قبل جائحة كوفيد-19.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية في بيان مشترك، إنه بالمقارنة مع مستوى عام 2019، قبل الجائحة، فإن 2,7 مليون طفل إضافي لم يتم تطعيمهم بعد، أو لم يحصلوا على كامل اللقاحات اللازمة، في عام 2023.

والحصبة مرض فيروسي شديد العدوى ينتقل عبر الهواء ويمكن الوقاية منه بأخذ جرعتين من اللقاح، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تم تجنب ما يزيد عن 50 مليون حالة وفاة منذ عام 2000.

*عبيد الهراس