بنك المغرب والبنك المركزي الإسباني يتحدان لمكافحة آثار الجفاف
أكد والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري، ومحافظ بنك إسبانيا بابلو هيرنانديز دي كوس على “أهمية” التعاون لمكافحة تغير المناخ والجفاف من أجل الحفاظ على الاستقرار المالي، وذلك خلال ندوة حول “الأثر الاقتصادي الكلي للتغير المناخي”، نظمها بنك المغرب بتعاون مع البنك المركزي الإسباني، ” في الرباط.
وأبرز عبد اللطيف الجواهري، تأثير تغير المناخ على النمو والتشغيل والتضخم “أي المتغيرات الأساسية التي تستند إليها قرارات السياسة النقدية”، موضحا أن البنك المركزي أصدر سنة 2021 توجيها بشأن تدبير المخاطر المالية المتعلقة بالتغير المناخي والبيئة.
وقال الجواهري، “نحن في بنك المغرب، ننخرط منذ سنوات في الجهود الوطنية والعالمية الرامية إلى مكافحة تغير المناخ وعواقبه”.
ومن أجل مرافقة البنوك في تنفيذها، قام بنك المغرب، بدعم من البنك الدولي، “بإنجاز تقييم مدى تعرض القطاع المصرفي للمخاطر المناخية المادية والانتقالية، بالإضافة إلى تحليل سيناريوهات الصدمات المناخية”، يقول المتحدث.
وأشار الجواهري إلى أنه منذ سنة 2016، وبمناسبة مؤتمر الأطراف الثاني والعشرين بمراكش، أقدم بنك المغرب على استثمار 100 مليون دولار في السندات الخضراء الصادرة عن البنك الدولي، مضيفا أنه في الآونة الأخيرة من سنة 2023، قام البنك المركزي باستثمار مماثل بقيمة 200 مليون دولار.
وأوضح: “يؤثر هذا التغيير على النمو والتوظيف والتضخم، وهي المتغيرات الرئيسية التي يقوم عليها قرار السياسة النقدية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المخاطر المتعلقة بالمناخ تؤثر على نشاط البنوك وشركات التأمين، وبشكل أعم، على الاستقرار المالي”.
من جانبه أكد محافظ بنك إسبانيا بابلو هيرنانديز دي كوس، الذي يزور المغرب بدعوة من نظيره المغربي، لعرض التجربة الأوروبية في مكافحة تأثير تغير المناخ على الاقتصاد الكلي، أن دور البنوك المركزية “مهم”، كونها “تتمتع بالشرعية” لتحليل مخاطر تغير المناخ على الاقتصاد الكلي والحفاظ على الاستقرار المالي، في ظل الكوارث الطبيعية.
واستشهد دي كوس بفترات الجفاف الطويلة وارتفاع درجات الحرارة لإثبات تأثيرها على النشاط المصرفي والعديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى كقطاع البناء والنقل والزراعة، مشيرا إلى أن “الجفاف يؤثر على خط الائتمان للشركات الاسبانية ” كمثال على هذا التأثير.
وحضر هذا المؤتمر كل من وزير التحول الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي ووزير التجهيز والماء نزار بركة ورؤساء البنوك المغربية الرئيسية، إضافة إلى السفير الإسباني بالمغرب، ريكاردو دييز هوشليتنر.