بنعبد الله: الجزائر مستمرة في غيها ومعركة الصحراء تحسم بتوطيد الجبهة الداخلية
قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إنه بقدر ما هناك إجماع وطني حول قضية الصحراء والدفاع عنها، بقدر ما نرى المعاكسات والمناورات المختلفة تتواصل.
وأضاف في اللقاء التواصلي الذي نظمه حزب الكتاب مساء أمس السبت بوجدة، بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيسه، والذي تخللته أيضا ندوة حول الحماية الاجتماعية: “أنتم أدرى بذلك لأنكم في الحدود مع الجارة التي تقود هذه المعاكسات”.
وأبرز بنعبد الله أنه كلما “تقدم المغرب وحصل على مكتسبات في ملف الصحراء، إلا وكثرت المناورات من طرف أعداء الوحدة الترابية، وعلى رأسهم الجارة الجزائر..وهذا الأمر اعتدنا عليه منذ خمسين سنة”، يقول الوزير السابق.
وأكد أنه رغم ما حققه المغرب من مكتسبات، “تستمر الجزائر في غيها وتؤجج مجموعة من الأوساط دون أن تصل إلى نفس النتائج التي وصلت إليها في الماضي، لكن تستمر، والخطير في الأمر أن هناك اليوم من التعبيرات داخل المجتمع الجزائري ما يبعث على القلق لأنه لم يعد هناك تعبير عن معاكسة مغربية الصحراء ومساندة وهم الانفصال فقط، بل تعبيرات تخدش في العمق الشعب المغربي والمجتمع المغربي والثوابت الوطنية”.
ولذلك يضيف نفس المتحدث “يتعين أن نوجه من قبلنا في الحزب تنبيها، وأريد أن أقف هنا، عند رزانة رد الفعل الرسمي في بلادنا، ونحن يتعين أن نسير في هذا السياق ونراعي المستقبل”.
وأشار في هذا الإطار إلى أنه “رغم كل ما يتم التعبير عنه، في بعض الأحيان تكون تعبيرات دنيئة، موجهة سوءا إلى مؤسسات بلادنا أو لشعبنا، إلا أن كل الخطب الملكية الأخيرة تتسم باليد الممدودة وتعبر أننا والشعب الجزائري لنا مسار ومستقبل مشترك، وطال الزمن أو قصر هذه المسألة سيتم طيها، ونتمنى أن نعود إلى معركة البناء المشترك”.
وزاد: “ونحن بدورنا يتعين علينا أن نقول ذلك، وحزب التقدم والاشتراكية لا يمكنه إلا أن يبقى دائما معبرا بقوة عن مواقفه الثابتة بالنسبة لمغربية صحرائنا، ومعبرا أيضا على أن تكون هناك علاقات طيبة مع الشعب الجزائري على كافة المستويات ولن نحيد عن هذا الأمر”.
وأبرز أن معركة الصحراء “ورغم الاعترافات والنجاحات الديبلوماسية والمكتسبات التي حققناها وهي كثيرة، يتعين أن نشكر عليها صاحب الجلالة والديبلوماسية المغربية وكل من ساهم في ذلك، إلا أن حزب التقدم والاشتراكية منذ كان الموضوع مطروحا يقول بأن معركة الصحراء ستربح أساسا داخل التراب الوطني، وتربح أساسا من الشعب المغربي”.
وأشار إلى أن تحقيق ذلك يستعدعي “توطيد الجبهة الداخلية”، مشيرا في نفس الوقت إلى أن توطيد هذه الجبهة “له معالم أساسية هي توسيع الديمقراطية وتقوية الاقتصاد الوطني، وبناء مجتمع عادل على المستوى الاجتماعي ناهيك عن القضايا الأخرى المرتبطة بالرقي الثقافي والتنوع اللغوي وغيرها”.
غير أن ما “نراه من الحكومة الحالية”، يؤكد بنعبد الله لا يسير في هذا الاتجاه، أي تقوية الجبهة الداخلية، إذ أن هذه الحكومة عندما نتحدث عن توسيع الفضاء الديمقراطي تتبجح مكوناتها الثلاثة (البام والأحرار والاستقلال)، بكونها حصلت على خمسة ملايين صوت، من أصل تسعة ملايين صوتوا، مع العلم أن مليون من بين التسعة ملغاة.
هذا دون إغفال، حسب نفس المصدر، أن هناك تسعة ملايين آخرين لم يصوتوا، وأن تسعة ملايين آخرين غير مسجلين من الأساس في اللوائح الانتخابية “مزيان تقولو أنه صوتو عليكم خمسة مليون مغاربة ونعلم كيف صوتوا عليكم هؤلاء وماذا استعملتم في مختلف أنحاء البلد إلى درجة أن المال أصبح يشكل خطرا على الفضاء السياسي وهناك مسؤوليات واضحة على هذا المستوى”، يضيف بنعبد الله.
وزاد في هذا السياق “يكفي أن ننظر إلى بعض الفضائح التي اليوم أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا لنقول أنه يتعين مراجعة هذا النهج ومصالحة المغاربة مع السياسة ومع الأحزاب ومع العمل السياسي ومع المنتخبين والمنتخبات والمؤسسات المنتخبة”.
وأبرز أن أخطر ما يمكن أن يكون، هو وجود مؤسسات وفضاءات سياسية مختلفة “شكلا”، في حين عمليا تجاوب الشعب المغربي معطل وغائب، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى دخول مجموعة من العناصر الفاسدة التي تستعمل المال إلى المؤسسات وتنخرها، عوض أن نجد على رأس هذه المؤسسات المنتخبة بالخصوص خير ما أنجب هذا الوطن من طاقات وامكانيات”.