بنسعيد: فرحة المغاربة باستقلال الجزائر كانت كبيرة كونها قضية أساسية بالنسبة لنا
قال أستاذ علم الاجتماع إدريس بنسعيد، في معرض حديثه عن محطات بصمت تاريخ المغرب ما بين خمسينيات وستينيات القرن الماضي، إن فرحة المغاربة باستقلال الجزائر كانت كبيرة جداً.
وخلال حلوله ضيفاً على برنامج “ضفاف الفنجان” الذي يبث على منصات صحيفة “صوت المغرب”، يقول بنسعيد إنه في ذلك الجيل “كانت القضية الجزائرية قضية أساسية بالنسبة لنا كمغاربة، وتهمنا بالدرجة الأولى”، لافتاً إلى أن المغرب كان يشهد حضوراً قوياً للجزائريين في عدة مدن بينها فاس ومكناس.
وذكر أن استقلال الجزائر من الأحداث التي أثرت كثيراً في وعي المغاربة آنذاك، كما تحدث عن حدث اختطاف طائرة قادة المقاومة الجزائرية وما خلفه من أحداث بمكناس؛ المركز الفلاحي الذي ضم جالية فرنسية كبيرة كانت ماتزال تعيش هناك، مشيراً إلى أنه قد اندلعت مظاهرات واسعة احتجاجاً على اختطاف طائرة بن بلة ورفاقه، تحولت إلى أعمال عنف استهدفت الفرنسيين في المدينة.
وقبل استقلال الجزائر في 5 يوليوز 1962، شكل اختطاف الطائرة حدثاً بارزاً من أحداث ثورة التحرير الجزائرية، في 22 أكتوبر 1956، عندما تعرضت الطائرة لما سماه بنسعيد “قرصنة” من قبل الجيش الفرنسي استهدفت طائرة مغربية كانت تقل خمسة من قادة المقاومة الجزائرية من الرباط إلى تونس بعد زيارتهم المغرب.
وبعد انتشار الخبر اندلعت انتفاضات شعبية في كل من المغرب وتونس، صاحبتها موجة غضب استهدف من خلالها المتظاهرون الفرنسيين “بالسكاكين والفؤوس وقتلوا منهم الكثير”، حسب تصريحات إعلامية للرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة، الذي أشار إلى أن الملك الراحل محمد الخامس “غضب غضباً شديداً للأمر وهدد فرنسا بالحرب رداً على اختطاف قادة المقاومة الجزائرية”.