بعيوي.. إمبراطور الشرق الذي وقع في فخ “إسكوبار الصحراء”
بعدما أصدر قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، قرارا بمتابعتهم في حالة اعتقال، استقبل سجن “عكاشة” بالدار البيضاء، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، رئيس فريق نادي الوداد الرياضي، سعيد الناصري، ورئيس مجلس جهة الشرق، عبد النبي بعيوي، بالإضافة إلى متهمين آخرين، في قضية ما بات يعرف بملف “البارون المالي” أو “إسكوبار الصحراء”.
وكان اسم عبد النبي بعيوي قد ارتبط بعدد من القضايا المالية، أبرزها ملف تبديد أموال عمومية بجهة الشرق، إلا أن غرفة جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالرباط برّأته من التهم التي نسبت إليه، خلال يوليوز الماضي.
“إمبراطور” الشرق
ويعتبر عبد النبي بعيوي من بين أبرز الأسماء في مجال الأعمال في المغرب بشكل عام، وبجهة الشرق على وجه الخصوص، فهو الذي اشتهر بمشاريع وصفقات كبرى في مجال الأشغال العمومية والبناء، ناهيك عن المشاريع العقارية الكبرى.
ويمتلك بعيوي شركة “بيوي للأشغال” التي اقترن اسمها، هي الأخرى، بالعديد من الصفقات العمومية في أوراش كبرى للأشغال العمومية ومشاريع البناء والطرقات، خاصة في جهة الشرق.
مناصب سياسية
وشغل بعيوي مناصب سياسية على مدى السنوات السابقة، فقد انتخب خلال الانتخابات الأخيرة رئيسا لجهة الشرق للمرة الثانية تواليا، بعدما كان ترأس مجلس نفس الجهة خلال ولاية 2015-2021، مدشنا تولي هذا المنصب في التقسيم الجهوي الجديد للمغرب الذي دخل خيز التنفيذ خلال نفس السنة (2015).
وخطا بعيوي أولى خطواته في دواليب السياسية حينما انخرط في حزب الأصالة والمعاصرة، حيث انتخب نائبا برلمانيا عن حزب “الجرار” خلال الولاية التشريعية 2011 – 2015، إضافة إلى عضوية بعيوي في لجنة البنيات التحتية بمجلس النواب، خلال الولاية ذاتها.
وعلى المستوى الحزبي، فمنذ سنة 2020، ظفر بعيوي بعضوية المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، وعضوية اللجنة الوطنية للانتخابات داخل هذه الهيئة السياسية لنفس الحزب.
وبالإضافة إلى المناصب السياسية، تقلد عبد النبي بعيوي مناصب ومسؤوليات جهوية ووطنية، حيث ترأس المجلس الإداري لصندوق الاستثمار لجهة الشرق، والرئيس الشرفي لمنتدى الجهات الإفريقية، والكاتب العام لجمعية جهات المغرب، وعضو مكتب الفيدرالية الوطنية للبناء والأشغال العمومية.
فخ “المالي”
ومنذ أشهر، أمرت النيابة العامة بإجراء بحث في الشكايات التي تقدم بها مواطن مالي معتقل في سجن الجديدة على خلفية ملف للاتجار الدولي في المخدرات، وهي الشكايات التي اتهم فيها عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق، وسياسيين آخرين، بالسطو على ممتلكاته العقارية و أمواله وتدبير مكيدة للإيقاع به في السجن.
وبدأت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بحجز عدد من الشاحنات في مواقع مختلفة بعمالة وجدة أنجاد، على خلفية التحقيقات التي باشرتها في الملف، بناء على تعليمات النيابة العامة المختصة.
ومع قرار قاضي التحقيق إيداع بعيوي، يبدأ فصل آخر من الترقب لمآلات هذه المحاكمة التي يبدو أنها تكاد تعصف بأحد الأسماء النافذة بالمغرب.