بعد منع زملاء لهم قبل شهرين.. طلبة جامعة محمد السادس يحتفون بتخرجهم بالكوفيات الفلسطينية
بعد إلغاء إدارتها حفل تخرج سابق خوفاً من الكوفية، تمكن طلبة في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات هذه المرة من اعتلاء منصة التتويج في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات في ابن جرير بالكوفيات والشارات الفلسطينية، دون مواجهة أي منع من قبل إدارة المؤسسة.
وأظهر فيديو نشره طلبة وخريجوم للجامعة على حسابهم في منصة انستغرام، الطلبة وهم يشاركون في حفل تخرجهم أمس، السبت 28 شتنبر 2024، وهم يرتدون كوفيات فلسطينية ويعتلون منصة التتويج لاستلام شواهدهم الجامعية تحت تصفيقات عائلاتهم وزملائهم وأصدقائهم.
وقال حساب لطلبة وخريج جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، تعليقاً على الحدث: “ما أجمل أن نرى شباب جامعتنا يصنعون المجد بإنجازاتهم وتفوقهم، وفي قلوبهم نبض القضية”.
وأضاف: “نحتفي اليوم بتخرجكم ونجاحكم، ولكن فخرنا بكم يتجاوز الشهادات ليصل إلى إنسانيتكم التي لم تنس إخوتكم في فلسطين”، وعبر عن اعتزازه بموقفهم بالقول: “أنتم الأمل، أنتم العزة، ندعو الله لكم بمستقبل مشرق، وإنجازات أعظم، وأن يثبتكم دائماً على طريق الحق والعدالة”.
في هذا الصدد، كتب نور الدين في تفاعله مه مبادرة الخريجين: “إن تكريمكم لذكرى أولئك الذين تعرضوا لواحدة من أكثر حروب الإبادة الجماعية وحشية في التاريخ الحديث يعبر عن عمق إنسانيتكم ونزاهتكم وتضامنكم الذي لا يتزعزع”، مشيراً إلى أنه مشرف “أن نعلم أن هناك أرواح شجاعة لا تزال في بلدي تقف من أجل الحق، بغض النظر عن الثمن، فلسطين حرة”.
أما سعد فكتب قائلاً “نشعر بالفخر الشديد بفوج 2024 من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، سنفتقد حقاً مثل هذا الأشكال التضامنية”، بينما غردت عائشة “فخورة جداً بكل هؤلاء! أنتم تجسيد حقيقي لما يريده خريجو جامعة محمد السادس ويؤمنون به! فلسطين حرة”.
وقبل شهرين، كانت كلية الحكومة والعلوم الاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية قد ألغت بشكل مفاجئ حفل تخرج، بعد تحضير طلبة أشكالاً تعبيرية رمزية سِلْمِيَّة تضامنية مع القضية الفلسطينية، كارتداء كوفيات وشارات والتضامن مع غزة من خلال خطابات التخرج.
واعتبر الطلبة قرار الكلية إلغاء حفل التخرج الذي كان مقرراً، الجمعة 12 يوليوز، 2024، “يطرح تساؤلات حول علاقة القضية الفلسطينية بإلغاء الحفل”، مشيرة إلى أن الإدارة سبق لها أن ألغت “بشكل غريب” نشاطاً كانت ستستقبل فيه جميع الخريجين من 28 إلى 30 يونيو 2024، وقد كان النشاط مقرراً ومؤكداً منذ شهر، وألغي بشكل مفاجئ قبل 48 ساعة من موعده، وتزامن ذلك مع صدور بلاغهم الأول.
وقرر الطلبة خوض أشكال تضامنية مع القضية الفلسطينية بعد رفض الجامعة، منذ منتصف شهر يونيو الماضي، الاستجابة لمطالب الطلبة، بقطه علاقاتها مع الجامعات والمعاهد الإسرائيلية، في سياق الحرب المستعرة التي تخوضها إسرائيل على قطاع غزة.
وفي الشهر ذاته، كان قد أثار عميد كلية العلوم بنمسيك الجدل برفضه توشيح طالبة متفوقة في المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء بسبب حملها للكوفية الفلسطينية.
وقال مكتب الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي بالمدرسة العليا للتكنولوجيا، في بيان استنكاري له، إنه في الوقت الذي تشهد فيه الجامعات عبر العالم حراكا عارما مساندا لكفاح الشعب الفلسطيني مطالبا بوقف مجازر غزة في انسجام مع فضائها العلمي والأكاديمي الذي يسود فيه إعمال العقل الإنساني، شهدت رحاب المدرسة العليا للتكنولوجيا التابعة لجامعة الحسن الثاني عشية السبت 13 يوليوز 2024 حدثا غريبا أثناء حفل تسليم الجوائز للطلبة المتفوقين.
وأوضح الأساتذة أن عميد كلية العلوم ببنمسيك بصفته ضيف شرف تقدم لتسليم جائزة لطالبة متفوقة، فلما تبين له أنها تحمل الكوفية، رفض تسليم الجائزة وقال للطالبة “أنها تمارس السياسية”، فانتفضت القاعة ضد تصرف هذا التصرف، وانسحب العميد من الحفل.
ووصف الأساتذة ما قام به العميد بـ”التصرف غير المسؤول” داخل فضاء أكاديمي الذي يقولون إنه يفترض أن تسود فيه حرية التعبير عن الرأي، مشيرين إلى أن ما وقع خلف استياء عميقا لدى الأساتذة الباحثين وموظفي المؤسسة وآباء وأولياء الطلبة والطلبة أنفسهم، خاصة وأنه يأتي في ظرفية دقيقة وحساسة، يستشعر فيها المغاربة الألم والمرارة جراء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم الإبادة الجماعية وأبشع وسائل التنكيل والتعذيب والتقتيل.