بعد منع رسوها بإسبانيا.. سفينة تحمل أسلحة موجهة لإسرائيل تقترب من المغرب
بعد رفض السماح لها بالرسو في الموانئ الإسبانية، يُرتقَب وصول سفينة أمريكية إلى مدينة طنجة مساء اليوم الجمعة 8 نونبر 2024، يشتبه في حملها أسلحة متوجهة إلى إسرائيل، وذلك بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أزيد من عام.
وحسب موقع “مارين ترافيك” (Marinetraffic) لتتبع السفن، فإن وجهة السفينة الأمريكية هي ميناء طنجة الدولي بعد إعلان وزارة الخارجية الإسبانية منعها من الرسو في ميناء الجزيرة الخضراء.
ويتوقع وصول السفينة التي تحمل اسم “ميرسك دينفر” (MAERSK DENVER US)، وفق المصدر ذاته، الليلة على الساعة العاشرة والنصف مساء (بتوقيت المغرب)، في الوقت الذي يطالب فيه مناهضو التطبيع في المغرب بعدم السماح للسفن الإسرائيلية أو التي تحمل أسلحة إلى إسرائيل من الرسو في موانئ المغرب.
“توقفها بالمغرب انتهاك للقانون الدولي“
في هذا الصدد، قالت الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها “بي دي إس” (BDS) إنه “إذا سمحت السلطات المغربية لسفينة ميرسك دنفر بالرسو في أي ميناء مغربي، وكما حذرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزي العديد من الحكومات في أوروبا وأفريقيا، فمن المحتمل أن يكون المغرب ينتهك بذلك اتفاقية الإبادة الجماعية وأحكام محكمة العدل الدولية ذات الصلة”.
ودعت حركة “بي دي إس”، المحامين وقادة المجتمع المدني والمنظمات القانونية والمجموعات المناصرة لفلسطين في المغرب وفي كل مكان، إلى “الضغط على السلطات المغربية للامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وخاصة اتفاقية منع ومعاقبة الإبادة الجماعية”.
كما شددت على ضرورة رفض استقبال السفينة في أي ميناء مغربي للاشتباه في حملها شحنة عسكرية غير قانونية إلى إسرائيل في ظل حرب الإبادة الجماعية المستمرة والاحتلال غير القانوني الإسرائيلي لأرض فلسطين، وبسبب كونها جزءاً من أسطول “ميرسك” الذي يحمل إمدادات عسكرية إلى إسرائيل.
كما طالبت باعتماد سياسة واضحة تلزم السلطات في المغرب باحترام القانون الدولي، وخاصة اتفاقية منع الإبادة الجماعية “من خلال الامتناع عن استقبال أي سفينة يشتبه في أنّها قد تساعد أو تمكّن إسرائيل من حربها الإبادية على الشعب الفلسطيني في غزة أو احتلالها غير القانوني لغزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية”.
ودعت إلى التحقيق الفوري في قضية السفينة “ميرسك دنفر” وحمولتها الحالية، “والكشف عن نتائج التحقيق علناً مع اتخاذ كافة التدابير المتاحة لضمان عدم وصول أي إمدادات عسكرية أو مواد ذات استخدام مزدوج إلى إسرائيل”.
ونبهت المنظمة ذاتها إلى أنه في الرابع من نونبر الماضي كان المغرب من بين أكثر من 50 دولة وقعت على رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، طالب فيها “باتخاذ خطوات فورية لوقف توريد الأسلحة والذخائر والمعدات ذات الصلة إلى إسرائيل، القوة المحتلة”. وأكّدت الرسالة على أنْ “هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذا المسار الخطير، وإنهاء الإفلات من العقاب وضمان المساءلة عن جميع الانتهاكات، بما يتماشى مع الالتزامات بموجب القانون الدولي”.
وتعد السفينة المذكورة جزءاً من أسطول “ميرسك” الذي يحمل إمدادات عسكرية إلى إسرائيل، ويشتبه في أنها تحمل حالياً شحنة عسكرية أمريكية غير قانونية، كما أنها ذات السفينة التي دفع الاشتباه بها الحكومة الإسبانية إلى حرمانها من الرسو في الجزيرة الخضراء قبل يومين.
مدريد: لن تتوقف في إسبانيا
وكانت الحكومة الإسبانية قد رفضت السماح لسفينتين شحن قادمتين من الولايات المتحدة، ومشتبه في نقلهما أسلحة إلى إسرائيل، بالرسو في موانئها.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسبانية، في تصريحات لصحيفة “إل بايس” أمس، الخميس 7 نونبر الجاري، بأن السفينة مايرسك دنفر، التي غادرت نيويورك في 31 أكتوبر المنصرم، والسفينة مايرسك سيليتار التي غادرت نيويورك قبل أربعة أيام “لن تتوقفا في إسبانيا”.
وكان النائب الإسباني إنريكي سانتياغو قد طالب المدعي العام باتخاذ إجراءات لمنع دخول السفينتين، اللتين كان من المتوقع وصولهما إلى ميناء الجزيرة الخضراء في 9 و14 من الشهر الجاري، محذراً من أن دخولهما يشكل انتهاكاً للقانون الجنائي الإسباني.
رسو سفن إسرائيلية بميناء طنجة
وعرف ميناء طنجة المتوسط هذه السنة رسو سفن إسرائيلية في فترات متفرقة، في ظل الحرب الإجرامية التي تشنها دولة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، بحيث كشف تقرير سابق لصحيفة “غلوبس” (Globes) الإسرائيلية عن وصول سفينة الإنزال الجديدة التابعة للبحرية الإسرائيلية “INS Komemiyut”، إلى طنجة للحصول على الإمدادات، أثناء إبحارها بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأكد التقرير أن سفينة الإنزال الجديدة التابعة للبحرية الإسرائيلية، “INS Komemiyut”، التي وصلت إلى إسرائيل في يونيو قادمة من الولايات المتحدة، وقفت في طنجة بعد الاتصال بالسلطات المغربية لتلقي الإمدادات، وفقا للمعلومات التي تلقتها “Globes” من مصادر مطلعة، ومدعومة من خلال سجلات السفينة على موقع “Vessel Finder”.
وأثناء توقف السفينة بميناء طنجة، على الطريق الطويل من باسكاجولا في المسيسيبي إلى القاعدة البحرية في حيفا، قام الطاقم بتخزين الوقود والطعام لبقية الرحلة إلى إسرائيل، والتي اكتملت يوم الأحد الماضي 16 يونيو 2024 .
وأوضح المصدر ذاته، أنه “تم نقل الإمدادات والمعدات على متن السفينة في طنجة، وفي هذه المرحلة من الرحلة، أوقفت السفينة جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بموقعها”.
وخلص التقرير إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتوقف فيها سفن حربية إسرائيلية في موانئ مغربية، حيث يشير إلى أن أول سفينة إنزال اشترتها إسرائيل، والتي وصلت إلى حيفا في سبتمبر الماضي، “آي إن إس نحشون”، رست أيضًا في طريقها بالمغرب.