مناهضو التطبيع: ظهور نتنياهو مع خريطة المغرب مبتورة ابتزاز إسرائيلي للمغرب بقضيته الوطنية
لا زالت التفاعلات متواصلة، حول خروج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جديد وعرضه لخريطة المغرب منقوصة من أقاليمه الجنوبية، في واقعة يؤكد مناهضو التطبيع أنها تؤكد “ابتزاز إسرائيلي للمغرب بقضيته الوطنية”.
وفي السياق ذاته، قال عزيز هناوي الكاتب العام لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في حديثه لـ”صوت المغرب” اليوم الخميس 5 شتنبر 2024 تعليقا على خريطة المغرب كما اظهرها نتنياهو، إن “مغربية الصحراء لا تحتاج لنتنياهو والقرار الرسمي هو الذي ربط مصير مغربية الصحراء بالكيان، وهو ما جعل من هذه القضية الوطنية المحورية رهنا لمزاجية الصهاينة وأجندتهم”.
وأشار هناوي إلى أن “هذه الخطة البائسة ليست إلا طريقة فجة لإخضاع المغرب وإرغامه على إدانة عملية طوفان الأقصى، والمشاركة في الدفاع وتبني السردية الصهيونية”، مدينا في الوقت ذاته تصريحات وزير الخارجية ناصر بوريطة بالداخلة والتي قال فيها “إن ما يحدث في غزة عنوانه التطرف من الجانبين”.
وفسر هناوي سلوك نتنياهو الأخير بأنه “محاولة لإخضاع المغرب وجره نحو الانبطاح والجثو أمام رجله”، ملفتا إلى أن “إسرائيل لن تعترف بتاتا بمغربية الصحراء، فمنذ وعد بلفور ومن ثم اتفاقية سايكس بيكو، قامت هذه الدولة بتجزيئ الشرق الأوسط وتقسيمه دينيا وطائفيا وجغرافيا وعرقيا”.
رهن القضية المغربية الوطنية بهذا الكيان هو إساءة للقضية نفسها وللمغاربة أيضا يقول هناوي، ومضى يقول “إن نتنياهو يلعب بها كما يلعب القط بالجبنة، وعلى المغرب أن يرجع عن هذه المهزلة ويعتذر من المغاربة عن ما حصل، لأنه هدية للانفصاليين”.
من جهته اعتبر عبد الصمد فتحي نائب منسق الجبهة الوطنية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، أن سلوك نتنياهو “ليس إلا دليلا على أن الكيان الصهيوني لاعهد له ولا كلمة وأنه كيان مجرم غادر لا كلمة له، ولن ينفع المغرب لا في وحدته ولا في اقتصاده، بل سيساهم في التمزيق والفساد والاختراق وتعطيل العجلة التنموية”.
ورأى فتحي أنه “منذ التطبيع، وبعدما وضع المغرب اليد في يد كيان ملطخة يده بدماء الأطفال والنساء والأبرياء، وهو يتعرض للابتزاز، والتهرب من الاعتراف بمغربية الصحراء، وهو الأمر الأساسي الذي كان دافعا لهذا التطبيع”.
وأكد فتحي على أن التطبيع مع إسرائيل لا يمكن أن يخدم قضية الوحدة الترابية للمغرب وقال إنهم “لن يجلبوا إلا التفتيت لهذا الوطن”، مضيفا أثناء حديثه لـ”صوت المغرب” أن “كل من يتوقع أو يراهن على أن الكيان سياساهم في ملف وحدة الصحراء واهم، لأن الملف لعبة تستخدمها إسرائيل للضغط على الطرفين وتحقيق مآربها وافتعال الحروب التي تنتعش من ورائها”.
يشار إلى أن نتنياهو أظهر خريطة المغرب مبتورة من صحرائه بمكتبه أثناء استقباله لنظيرته الإيطالية جورجيا ميلوني في شهر أكتوبر الماضي، وعاد ليظهر الخريطة بالتقسيم ذاته في شهر ماي الماضي، أثناء حلوله ضيفا على برنامج تلفزيوني فرنسي، وخرجت حينها وزارة الخارجية واصفة ما حدث بالخطأ التقني غير المقصود.
هذه المرة، عرض نتنياهو خريطة للعالم العربي تضم خريطة المغرب يسمي فيها الصحراء المغربية “الصحراء الغربية”، في وقت تدعي فيه إسرائيل اعترافها بمغربية صحراء، ما أثار جدلا عارما داخل الأوساط المغربية والمنظمات المدنية.
عبيد الهراس