بعد لقائه صحافيين.. إعلاميون مغاربة يدينون تحركات كعيبة: سعي لتسويق صورة زائفة
بعد تداول تقارير حول لقائه صحافيين بالرباط، ندد إعلاميون مغاربة بمحاولات نائب مسؤول مكتب الاتصال الاسرائيلي حسن كعيبة اختراق الجسم الصحفي المغربي، بهدف تلميع صورة الاحتلال في الوقت الذي يواصل فيه الأخير ارتكاب مجازر مروعة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ودعا ائتلاف إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع الجمعة 16 غشت في بلاغ، توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إلى وقفة وطنية بالعاصمة الرباط تنديداً بالتطبيع الإعلامي مع الاحتلال، واحتجاجاً على الاغتيالات التي تستهدف الصحافيين في قطاع غزة وفلسطين.
وقال الائتلاف الذي يضم صحافيين وإعلاميين مغاربة إنه يتابع “بقلق بالغ تحركات نائب مسؤول مكتب اتصال الاحتلال الذي حل حديثاً بالرباط، وهو يحاول استقطاب صحافيين لخدمة الأجندة الصهيونية في المنطقة، وتبييض صورة الكيان التي أصبح واضحاً للعالم مدى قتامتها بما يرتكبه من مجازر بشعة وجرائم منذ أكتوبر 2023”.
وحذرَ الجسم الإعلامي المغربي “خطأ الوقوع في فخ مكتب اتصال الاحتلال بالرباط”، الذي يسعى “لتجريدهم من إنسانيتهم وتلطيخ أيديهم بدماء الأطفال والأبرياء”، مؤكداً على أن “التطبيع الإعلامي مع الاحتلال الصهيوني جريمة بحق الفلسطينيين والمغاربة والإنسانية”.
كما شدد على أن أي تعاون مع “الاحتلال الإسرائيلي الذي طالما أثبت عداوته لحرية التعبير والصحافة”، وأي تسويق لروايته “انحياز لمجرمي الحرب، يضع المتورطين بنفس خانة الاحتلال”، مشيراً إلى أن الجسم الإعلامي المغربي بريء من التطبيع الذي عده “تورطاً واضحاً” في التعتيم على الحقيقة والتشجيع على ارتكاب المزيد من المجازر وقتل الأبرياء.
وأورد البلاغ ذاته أنه في الوقت الذي “يسعى فيه الاحتلال جاهداً لتسويق صورة زائفة عن نفسه داخل المجتمع المغربي”، يواصل إعدام أصوات الحقيقة التي تفضح جرائمه، مطالباً النقابة الوطنية للصحافة المغربية بسحب عضوية كل من يمارس الدعاية السياسية للاحتلال ويزكي جرائمه، انسجاماً مع مواقفها الرافضة لأي تواصل إعلامي مع إسرائيل.
وجدد “إعلاميون مغاربة من أجل فلسطين وضد التطبيع” مطالباتهم الدولة بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي، ومكاتب تلفزيونهم في الرباط ومراكش، والإنصات لنبض الشارع المغربي “لوقف مسلسل التطبيع، ومواصلة دعم الحق الفلسطيني حتى تحرير كل فلسطين من النهر إلى البحر وعاصمتها القدس”.
هذا واستنكروا الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحافيين في غزة، ولاغتيال الذي استهدف مراسل قناة الجزيرة إسماعيل الغول ورفيقه المصور رامي الريفي، معبرين عن تضامنهم مع شبكة الجزيرة الإعلامية “التي فقدت ما لا يقل عن 7 صحافيين وعاملين فيها منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة”.
ودعا الائتلاف المؤسسات الإعلامية والصحافيين إلى تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، وفضح انتهاكات الاحتلال، والتصدي بحزم لكل محاولات الاختراق الصهيوني للفضاء الإعلامي والرقمي المغربي.
يذكر أنه بعد أقل من أسبوعين على وصوله إلى الرباط، بدأ حسن كعيبة، نائب رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي نشاطه، مستفتحاً لقاءاته باجتماع مع صحافيين، دعاهم فيه إلى زيارة إسرائيل في شتنبر المقبل.
وقال موقع “المغرب أنتلجنس” إن كعيبة، ذي الأصول البدوية، والذي بالكاد تم تعيينه في الرباط ليشغل منصب نائب رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي، بدأ مهامه بالتوجه نحو محاولة مد جسور التواصل مع الصحافة المغربية.
وبحسب مراقبين في الرباط، فإن مبادرة الدبلوماسي الإسرائيلي تأتي في لحظة غير مناسبة على الإطلاق، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، والتي يخوض المغاربة ضدها حراكا لم يتوقف منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي.
وكان كعيبة، المتحدث السابق باسم الخارجية الإسرائيلية بالعربية، قد أعلن بنفسه عن تعيينه في مركز دبلوماسي في مكتب الاتصال الإسرائيلي في العاصمة الرباط، والتحاقه بالعاصمة المغربية مع بداية غشت 2024.
د