بعد ظهورها في إسبانيا.. إنفلونزا الطيور تثير قلق مربي الدواجن بالمغرب
تتزايد المخاوف بين مربي الدواجن في المغرب من احتمال انتقال عدوى وباء إنفلونزا الطيور، خصوصا بعد ظهوره في إسبانيا، الجارة الشمالية للمملكة، التي تعتبر المُصدر الرئيسي للدواجن للمملكة، بعد فرنسا.
ودفعت هذه التطورات المهنيين المغاربة للتساؤل عن الإجراءات والتدابير الوقائية التي تتخذها السلطات المغربية لحماية قطيع الدواجن، لاسيما مع اقتراب فصل الشتاء، حيث تتجه الطيور المهاجرة الأوروبية إلى الدول الإفريقية ذات الجو المعتدل، مثل المغرب، وتُعتبر هذه الطيور سببًا رئيسيًا لانتقال العدوى.
وفي هذا السياق، عبر محمد عبود، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الدجاج، عن القلق الدائم الذي يساور المربّين الصغار، “من تكرار تجربة إنفلونزا الطيور قليلة الضراوة التي ظهرت سنة 2015 وتم الإعلان عنها في 2016، والتي دمّرت قطعان الفلاحين الصغار والمتوسطين آنذاك وكبّدتهم خسائر كبيرة”.
وأفاد عبود، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، بأن المربين يتابعون الوضع “تقريبا لمدة سنة”، مشيرا إلى أن الوباء ظهر في البرتغال شهر يناير 2025، وعلى الرغم من أن الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن أكدت سابقا أن المغرب لا يستورد الطيور أساسًا من البرتغال بل من فرنسا أو إسبانيا، إلا أن المملكة علقت الاستيراد من البرتغال بعد تسعة أشهر من ظهور الوباء هناك”.
وأضاف “أن المخاوف تزايدت بعد اكتشاف إنفلونزا الطيور في إسبانيا في بداية شهر شتنبر الماضي”، متسائلا: “هل تم اتخاذ نفس القرار بتوقيف الاستيراد من إسبانيا أم لا؟ خاصة في ظل ضعف المراقبة الذي قد يؤخر الكشف عن بعض الأمراض في وقتها”.
وتابع المتحدث أن قلق المربّين يزداد بشكل خاص مع حلول فصل الشتاء، “حيث تتجه الطيور الأوروبية المهاجرة إلى الدول الإفريقية ذات الجو المعتدل، مثل المغرب، وتعتبر هذه الطيور سببا رئيسيا لانتقال العدوى”.
وفي غضون ذلك، قررت وزارة الزراعة والثروة السمكية والأغذية الإسبانية فرض حظر على تربية الدواجن في الهواء الطلق، ضمن إجراءات رقابية جديدة تدخل حيز التنفيذ في 10 نونبر الجاري.
ويأتي هذا القرار بسبب الارتفاع المقلق في حالات إنفلونزا الطيور، حيث سجلت إسبانيا 14 حالة إصابة بين 1 يوليوز و5 نونبر 2025، محتلة بذلك المركز الرابع في معدل تفشي الفيروس في الاتحاد الأوروبي خلال تلك الفترة.
وتشمل التدابير الإسبانية حظر تربية البط والإوز مع أنواع أخرى من الدواجن في المناطق ذات الخطورة الخاصة.
وفي الوقت الذي تتخذ فيه إسبانيا إجراءات صارمة، تساءل المربون الصغار في المغرب عن تدابير الجهات الوصية على القطاع، مشيرين إلى أنه “لا يوجد تواصل واضح بشأن الإجراءات المتخذة لحماية الثروة الحيوانية من هذا الفيروس القاتل”.