بعد صفقة الصواريخ.. خبير: أمريكا تحرص على تفوق المغرب كقوة إقليمية
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، الأسبوع الماضي، قرارًا بالموافقة على بيع شحنة أسلحة محتملة إلى المغرب تشمل صواريخ متوسطة المدى جو-جو من نوع (AMRAAM) ومعدات ذات صلة، بتكلفة تقديرية تتجاوز 88 مليون دولار أمريكي، وهو ما سيمكن المغرب من تطوير طائرات F-16 بلوك 70/72 التي سيحصل عليها.
في هذا السياق، أوضحت صحيفة “لاراثون” الإسبانية أن تكثيف المغرب لتطوير ترسانته العسكرية خلال السنوات الأخيرة يثير “مخاوف” بالنسبة لإسبانيا، خاصة فيما يتعلق بالتوازن الاستراتيجي في غرب البحر الأبيض المتوسط وأمن مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، مبرزة أن هذه “المخاوف” تعززت بعد الصفقات الأخيرة للمغرب لتعزيز قدراته الجوية.
تعليقًا على هذا الموضوع، أكد الخبير الأمني والاستراتيجي، محمد الطيار، أن هذه الصفقة التي وافقت عليها وزارة الخارجية تعكس أن الولايات المتحدة الأمريكية تحرص بشكل واضح وملموس على أن تضمن تفوق المغرب في المجال العسكري كقوة إقليمية فرضت نفسها في محيطها الإقليمي، سواء فيما يتعلق بالضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط أو بما يخص القارة الأفريقية.
وأضاف الخبير أن الصفقة تدخل في إطار سلسلة من الصفقات العسكرية التي أبرمها المغرب مع الولايات المتحدة، خاصة في السنوات القليلة الماضية، وهو ما يعكس العلاقات الوطيدة بين البلدين في مجال التعاون العسكري، مما يدفع واشنطن إلى ضمان تزويد المغرب بأحدث ما لديها من أسلحة.
في هذا السياق، كانت صحيفة “لاراثون” قد أوضحت أن صواريخ (AMRAAM-C8) تمثل تطورًا تكنولوجيًا مقارنة بالإصدارات السابقة، حيث تتضمن تحسينات في الدقة والمدى ومقاومة التدابير الإلكترونية المضادة. مضيفة أنه من خلال هذه الصفقة، يعزز المغرب بشكل كبير قدرته على التفوق الجوي، مما يزيد من قدرته على مواجهة التهديدات الجوية الحديثة.
وأضافت الصحيفة أن المغرب كثف في السنوات الأخيرة من إعادة تسليحه العسكري، ليضع نفسه كأحد القوى العسكرية الرائدة في أفريقيا، مشيرة إلى أن هذا التطور يشمل اقتناء أسلحة متطورة، مثل صواريخ جو-جو من طراز (AMRAAM-C8) وقنابل موجهة من طراز (GBU-39B)، المصممة لزيادة القدرات الهجومية والدفاعية لقواته الجوية.
وأوضحت أن إعادة التسلح المغربي أثارت “مخاوف” في إسبانيا، خاصة في سياق التوترات التاريخية حول سبتة ومليلية المحتلتين، مضيفة أنه على الرغم من إصرار المغرب على أن تحديثه العسكري هو لأغراض دفاعية، إلا أن نطاق وطبيعة عمليات الاقتناء تشير إلى قدرة هجومية كبيرة.
وأردفت أن القنابل الموجهة من طراز (GBU-39B) تعد عنصرًا رئيسيًا آخر في إعادة تسليح المغرب والمعروفة باسم القنابل ذات القطر الصغير (SDBs). حيث صُممت هذه الذخائر الموجهة بدقة لاستخدامها في الضربات الجراحية ضد أهداف ذات قيمة عالية، مما يقلل من الأضرار الجانبية.
وبفضل مداها الذي يبلغ حوالي 110 كيلومترات، تسمح قنابل (GBU-39B) للمقاتلات المغربية بتنفيذ مهام القصف من مسافة آمنة، خارج نطاق معظم أنظمة الدفاع الجوي. مما يجعل هذه القنابل توفر إلى جانب صواريخ (AMRAAM)، قدرة هجومية هائلة للمغرب.
وتابعت أن طائرات F-16 بلوك 70/72 التي سيحصل عليها المغرب، قد تم تجهيزها بأنظمة رادار وإلكترونيات طيران متطورة، بما في ذلك رادار APG-68(V)9، الذي يمكنه اكتشاف وتتبع أهداف متعددة في وقت واحد.
وبفضل دمج صواريخ (AMRAAM-C8) وقنابل (GBU-39B)، يمكن لهذه المقاتلات القيام بمهام جو-جو وجو-أرض بفعالية ملحوظة.