story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

بعد رحيل شيخها.. الغموض يكتنف قيادة الزاوية القادرية البودشيشية

ص ص


تخيم سحابة من الغموض حول مستقبل قيادة الزاوية القادرية البودشيشية بعد رحيل شيخها جمال الدين بودشيش القادري، وسط بروز جدل بين مريدي الزاوية بشأن من يتولى مقام شيخ الطريقة بين نجلي الشيخ الراحل جمال الدين، معاذ ومنير، رغم ورود وصية تُسمّي هذا الأخير.

وتداول مريدون في الطريقة بلاغات متباينة، بين ما يفيد بترك شيخ الطريقة منير بودشيش القادري مشيخة الزاوية لصالح أخيه معاذ “خوفًا من التشرذم”، وما ينفي هذه الخطوة متهمًا جهات “تسعى لشق الصف وتقسيم الطريقة”.

وبين هذا وذاك، فسّر متابعون لشأن الطريقة الصوفية المغربية هذه الحالة بوجود صراع داخلي حول من يتولى مشيخة الزاوية القادرية البودشيشية بعد الشيخ الراحل جمال الدين.

وقد اتصلت صحيفة “صوت المغرب” بشيخ الطريقة منير القادري بودشيش للتحقق من صحة الأخبار المتداولة بشأن تخليه عن مشيخة الطريقة، غير أن هاتفه ظل يرن دون أن يرد على الاتصال.

وتداول مريدو الطريقة في وقت متأخر من ليل الثلاثاء 12 غشت 2025 رسالة، قالوا إنهم توصلوا بها من شيخهم، جاء فيها: “عزمتُ عزْمًا قاطعًا على التخلّي عن المشيخة، وأن أضعَ يدي في يدِ أخي معاذ القادري بودشيش، مُفَوِّضًا إليه أمرَ القيادةِ الظاهرة”، داعيًا المريدين إلى الالتفاف حول أخيه “وإظهار الأدبِ وحسنِ الظنّ عند الاجتماع على من حُمِّل الأمانة”.

وأضاف: “وقد شهد الله عليّ أنّ ما حملني على هذه الكلمات إلا خوفُ التشرذم وحرصُ المحبِّ على سلامةِ السفينة، وما كان مقصدي يومًا إلا وجهَ الله وخدمةَ هذه الزاوية التي توارثناها عن مشايخنا”.

كما دعت الرسالة المريدين إلى كفّ الألسن عن الجدال، وإغلاق أبواب التأويلات والظنون، و”عدم إدخال الحديث في الأشخاص إلى البيت الطاهر، ولا ذكرًا للعوائد والأهواءِ”.

وشددت الرسالة على أن مشيخة الزاوية القادرية البودشيشية ستظل في خدمة العرش العلوي، “مستنيرة بنور إمارة المؤمنين، ومددة العهد على أن تبقى الزاوية خادمة للدين والإنسان والوطن، ملتزمة بثوابت المملكة الشريفة، حريصة على وحدة الصف وتماسك المجتمع”.

وبعد ساعات من هذا البلاغ، تداول مريدون في الطريقة بلاغًا آخر ينفي ما ورد في البلاغ الأول، ويقول: “انتشر في الساعات الأخيرة على بعض الصفحات والمجموعات خبر مُفبرك يُروّج على أن شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، سيدي منير القادري بودشيش، قد تنازل عن المشيخة لصالح أخيه الأصغر معاذ”.

وأشار البلاغ إلى أنه يؤكد للرأي العام، ولجميع المنتسبين “ولمن يترصّدون للطريقة”، أن هذا الخبر “باطل ولا أساس له من الصحة، وأنه مجرّد افتراء وفعل مُغرض تقف وراءه جهات” اتهمها بالسعي لشق الصف وتقسيم وإضعاف الطريقة القادرية البودشيشية.

وذكر أن الشيخ منير القادري بودشيش “ما زال على رأس المشيخة، ثابتًا على نهجه، متمسّكًا برسالته الروحية في خدمة الدين والوطن، تحت إمارة المؤمنين”.

ودعا إلى تحرّي المصداقية، وعدم الانسياق وراء الإشاعات، مشيرًا إلى أن الطريقة القادرية البودشيشية “كانت وستظل موحَّدة الكلمة، صافية المنهج، ثابتة على المحجة البيضاء”، بحسب نص البلاغ.

ويرتقب صدور بلاغ رسمي من مشيخة الزاوية القادرية البودشيشية لتوضيح موقفها النهائي من الجدل القائم حول خلافة الشيخ الراحل جمال بودشيش القادري.

وتوفي شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، جمال الدين بودشيش القادري، يوم الجمعة 8 غشت 2025 بالمستشفى العسكري بالرباط، عن عمر يناهز 83 سنة، وذلك بعد معاناة مع المرض.

وكان شيخ الطريقة القادرية البودشيشية قد تعرض لوعكة صحية بعد أيام من مشاركته في إحياء الذكرى الثامنة لوفاة والده، الشيخ حمزة بودشيش القادري، بمقر الزاوية في مداغ بإقليم بركان. وقد تم نقله في أبريل إلى المستشفى العسكري بالرباط على متن مروحية طبية تابعة للدرك الملكي، لمتابعة حالته الصحية بشكل دقيق.