بعد جرائم اغتصاب أطفال.. “بيدوفيل إسرائيلي” يختبئ في المغرب

اغتصب ثلاث طفلات واعترف بجرائمه أمام محكمة إسرائيلية. وقبل النطق بالحكم في الملف فر (م.ب) إلى المغرب، حيث حصل على جواز سفر ويعيش حياة طبيعية. فما الذي يفعله “بيدوفيل” إسرائيلي في أكادير؟ وكيف كُشِفت هويته بعد 18 عاماً؟
أثارت القناة 12 الإسرائيلية قضية اغتصاب طفلات من قبل بيدوفيل إسرائيلي، بعد طي ملف منذ اختفائه عام 2007 في أعقاب إدانته بتهمة الاعتداء الجنسي. وفي تقرير عنونته بـ”(م.ب) اعتقد أنهم نسوه، لكن جرائمه تطارده أخيراً”، قالت القناة: بعد 18 عاماً، تمكنا من تحديد مكانه، بعدما اتضح أنه ترك وراءه ضحية ثالثة تقول “أتحدث اليوم لأن (م.ب) بدأ ينشر صوراً له مع طفلة على الإنترنت”.
بيدوفيل يقر بجريمته
مثل (م.ب) المتهم باغتصاب طفلتين، في نونبر 2006، أمام محكمة في الناصرة، حيث وجهت له تهم تتعلق بالاعتداء على الطفلة الأولى عندما كانت في السابعة من عمرها، واستمر في ارتكاب أفعال غير لائقة معها حتى بلغت 13 عاماً. وفي بعض الحالات، تسبب لها في إصابات. كما كانت الضحية الثانية قاصر أيضاً عندما ارتكب معها أفعالاً غير لائقة.
واعترف (م.ب)، الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 43 عاماً، أمام المحكمة بالاعتداء الجنسي على الطفلتين، إذ وافق على توقيع اتفاقية إقرار بالذنب، بعدما أدرك أن الأدلة ضده قوية، بعدما وصلت قضية إحدى المشتكيات إلى مراحلها النهائية. وعلى إثر ذلك طلب دفاع الحق المدني الحكم على (م.ب) بالسجن لمدة تسع سنوات وإلزامه بدفع تعويضات للمتضررات.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أنه “لسبب ما، لم تطالب النيابة العامة في هذه المرحلة (م.ب) بدفع ضمانات مالية لاستمرار مثوله أمام المحكمة، كما لم تطلب باعتقاله فوراً خشية اختفائه أو فراره من البلاد”، إذ أنها إجراءات معتادة في مثل هذه القضايا عندما يكون المتهم مهدداً بعقوبة سجن طويلة.
الهروب إلى المغرب
بعدما أدرك (م.ب) أنه لا مفر له من السجن، خطط لعملية هروبه بالتفصيل، إذ كان أمامه خمسة أشهر حراً قبل موعد جلسة النطق بالحكم. وفي نهاية عام 2006 نظم بيرتس حفلة في منزل أحد أقاربه، ليختفي بعدها بأسبوع بعد الحصول على جواز سفر مزور.
يقول أحد المقربين منه “لم يخشَ لحظةً واحدةً من ملاحقة الشرطة أو النيابة العامة له، إذ ظل أفرادٌ من عائلته وأصدقاؤه على تواصل معه على مرّ السنين. حتى أنه أنشأ صفحة على فايسبوك، وينشر صوره عليها إلى يومنا هذا”. ويضيف: “ربما يشعر بحماية كبيرة في المغرب”.
ويستقر (م.ب) أو “ماركو” بحسب اسمه الجديد، في مدينة أكادير منذ عام 2007،. تقول القناة 12 الإسرائيلية أنها علمت بمكانه الذي يختبئ فيه من مصدر مطلع، لتتعقب أثره في الأسابيع الأخيرة، وأثناء ذلك تبين أن المحكمة لم تكشف عن جميع الشكاوى ضد (م.ب)، خاصة مع ظهور الضحية الثالثة التي قررت التحدث أخيراً عما مرت به، بعدما لاحظت أن المتهم ينشر صوراً له مع طفة صغيرة في المغرب.
أكد بعض اليهود في أكادير للقناة أن (م.ب) بالفعل منشغل حالياً بتربية طفلة. كما أن هناك من يقول إنها ابنته من امرأة مسلمة اعتنقت اليهودية وتزوجته.
ومن جانبها أفادت القناة بأنه “من الصعب تحديد ما إذا كانت هذه التقارير موثوقة. على أي، نشر (م.ب) العديد من صوره مع الفتاة على صفحته بموقع فايسبوك”.
وأوضح المصدر، أن (م.ب) كان يكسب رزقه في المدينة في البداية، من أعمال عابرة -من بينها عمله كجزار وإدارة مقهى- ومع مرور الوقت تم تعيينه مشرفاً على وحدة لإنتاج اللحوم، قبل أن يتمكن من الحصول على جواز سفر مغربي، ما خول له السفر بين الحين والآخر إلى باريس كمندوب لشؤون “الذبح وإنتاج اللحوم”، وكان يتقاضى أجراً جيداً مقابل ذلك، وفق للمصدر ذاته.
(م.ب) ليس الأول
صرح مصدر في الشرطة للقناة 12 الإسرائيلية بأنهم لم يعلموا بهروب (م.ب) إلا مؤخراً، مشيراً إلى أنه يتم إجراء تحقيق في الأمر لإحضاره من المغرب ومحاكمته، بعد تحديد مكانه.
(م.ب) ليس أول مرتكب جرائم جنسية إسرائيلي يفر إلى المغرب, تقول القناة 12، موضحة أنه سبقه مجرم آخر يدعى مائير آشور، المحكوم بـ21 عاماً، قبل أن يفر إلى المغرب، عام 2001، ويختفي منذ ذلك الوقت. واشتهر هذا الأخير باختطافه النساء واغتصابهن في الغابات.
أمام هذه البيدوفيليا الإسرائيلية، وهروب مجرمين أصحاب سجلات إجرامية خطيرة إلى المغرب، يطرح السؤال العريض: ألم يشكل وجودهم في المغرب أي خطر على أطفاله؟
