story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
رياضة |

بعد ثلاث خيبات.. هل ينجح السكتيوي في فك “عقدة كيروش”؟

ص ص

مع الجولة الثانية من دور المجموعات في كأس العرب قطر 2025، يتجدد الحديث حول ما بات يُعرف بـ “عقدة كيروش”؛ تلك السلسلة من المواجهات التي لم تكن فيها الطريق ممهدة أمام المنتخب المغربي كلما وقف على الخط المقابل للمدرب البرتغالي المخضرم كارلوس كيروش.

فبين ذكريات تعود لأكثر من عقدين، ومحطات خيبة طبعت علاقة أسود الأطلس بكيروش، يعود السؤال ليطرح نفسه مع مدرب جديد، وهذه المرة إطار وطني: هل ينجح طارق السكتيوي في فك هذه العقدة؟

كيروش والخيبات الثلاث

كانت أولى مواجهات كيروش أمام المغرب في كأس الأمم الإفريقية 2002 حين كان مدرباً لمنتخب جنوب إفريقيا. وانتهت بفوز منتخب “بافانا بافانا” (3-1)، ليُقصى المنتخب الوطني من التأهل إلى الدور ربع النهائي بعد مباراة جمعت المدربين البرتغاليين كارلوس كيروش وهومبيرتو كويليو، يوم الأربعاء 30 يناير 2002 في باماكو، ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثانية.

سجّل هدف المغرب الوحيد رشيد بن محمود من ركلة جزاء، بينما أحرز أهداف جنوب إفريقيا الثلاثة كل من سيبيسو زوما وثابو منغوميني وسيابونغا نومفيتي. وقد كشفت تلك المباراة حينها عن قدرة المدرب البرتغالي على قراءة مفاتيح لعب الخصم وإغلاق المساحات بكثافة دفاعية وانضباط كبير.

أما المواجهة الثانية فكانت في كأس العالم 2018 بروسيا عندما واجه المغرب منتخب إيران بقيادة كيروش. فرغم محاولة المغرب فرض أسلوبه تحت قيادة الفرنسي هيرفي رونار، إلا أنه خسر أولى مبارياته ضمن المجموعة الثانية بهدف قاتل سجله المدافع المغربي عز الدين بوحدوز بالخطأ في مرماه في الوقت بدل الضائع، وذلك على ملعب “كريستوفسكي” بمدينة سانت بطرسبرغ يوم الجمعة 15 يونيو 2018، في مجموعة ضمّت إسبانيا والبرتغال.

وجاءت المواجهة الثالثة من جديد على الأراضي الإفريقية، بعد نحو عشر سنوات من أول لقاء، عندما قاد كيروش منتخب مصر للفوز على المغرب في ربع نهائي كأس أمم إفريقيا 2021 -التي أقيمت في 2022 على أرض الكاميرون- بنتيجة (2-1) بعد مباراة قوية امتدت إلى الأشواط الإضافية. سجّل هدف المغرب سفيان بوفال، بينما أحرز لمصر كل من محمد صلاح ومحمود تريزيغيه.

بذلك يكون كيروش قد حقق ثلاثة انتصارات متتالية أمام المغرب، مع ثلاثة منتخبات مختلفة: جنوب إفريقيا، إيران، ومصر. وهو ما جعل مواجهة أي منتخب يقوده كيروش تُستقبل دائماً بحذر من الجماهير المغربية والمحلّلين، حتى عندما يكون على رأس جهاز فني جديد، كما هو الحال الآن مع منتخب سلطنة عُمان.

فرصة السكيتوي

في الندوة الصحافية التي سبقت مباراة المغرب أمام عُمان، قال كيروش: “نعم، فزتُ كمدرّب على المنتخب المغربي مرتين من قبل، لكنك لا تفوز بما فعلته في الماضي، بل بما تُعدّ له فريقك اليوم”. كما وصف المنتخب المغربي الحالي بأنه يملك “نضجاً ووعياً تكتيكياً”، في اعتراف بقوة الخصم واستعداده لمواجهة صعبة.

من جانبه، يقف طارق السكتيوي أمام امتحان مواجهة شبح ماضٍ لم يتمكن فيه المغرب من كسر عقدة كيروش. غير أن الظروف تبدو مختلفة هذه المرة، إذ يتسلّح المغرب بلاعبين شبان وطموحين، إضافة إلى خبرة تراكمية أكبر. كما أن استثمار الضغط النفسي إيجابياً قد يكون دافعاً قوياً لتحقيق نتيجة أفضل.

ولا يمكن اعتبار الفوز هدفاً صعباً لمجرّد وجود كيروش على دكة الخصم، كما لا يمكن الجزم بأن الانتصار مضمون لمجرد تغيّر المدرب أو الفريق. ومع ذلك، توجد مؤشرات إيجابية تدفع نحو التفاؤل، أبرزها أداء المنتخبات المغربية خلال السنوات الأربع الأخيرة، وإمكانيات الجيل الحالي الذي بدأ البطولة بقوة، وتوّج قبل أشهر بلقب كأس الأمم الإفريقية للمحليين، فضلًا عن إنجازه في أولمبياد باريس 2024 ببلوغه المركز الرابع.

تبقى “عقدة كيروش” تبقى طبقة على ذاكرة الكرة المغربية، لكنها ليست قدراً محتوماً ولا كتاباً مغلقاً، ليبقى سؤال جمهور الكرة المغربي “هل ينجح السكتيوي في فك العقدة ومواصلة كتابة التاريخ؟”. في انتظار الإجابة عن هذا السؤال مساء اليوم الجمعة 5 دجنبر 2025 على أرض ملعب المدينة التعليمية في الدوحة، بداية من الساعة الثالثة والنصف عصراً بتوقيت المغرب، ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس العرب.