بعد تسببها في وفاة طفل.. طبيب يحذر من لسعات النحل

في حادث مأساوي هزّ ساكنة دوار “إشاويا” بجماعة بني جميل، إقليم الحسيمة، فارق طفل الحياة بعد تعرضه للسعات نحل أثناء لعبه بالقرب من منزل أسرته، حيث أثارت الواقعة تساؤلات حول مدى خطورة لسعات النحل وإمكانية تسببها في الوفاة، خاصة لدى الأطفال والأشخاص ذوي الحساسية المفرطة.
وتعليقا على الموضوع، أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن لسعات النحل والدبابير قد تسبب حساسية موضعية في بعض الحالات، لكنها قد تؤدي أيضًا إلى حساسية عامة في الجسم، والتي قد تكون قاتلة في بعض الأحيان.
وأوضح حمضي، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، أن لسعات النحل أو الدبابير نادرًا ما تكون مميتة، إلا في حالة التعرض لعدد كبير من اللسعات دفعة واحدة، حيث يمكن أن يؤدي دخول كميات كبيرة من السم إلى الجسم إلى مضاعفات خطيرة قد تنتهي بالوفاة.
وأشار الخبير الصحي إلى أن الخطر لا يقتصر فقط على العدد الكبير من اللسعات، بل يمكن أن تشكل لسعة واحدة فقط خطرًا قاتلًا على بعض الأشخاص، وذلك في حال تعرضهم لما يعرف بـ “الصدمة التأقية” (Anaphylactic Shock).
الصدمة التأقية: هي تفاعل تحسسي حاد يؤدي إلى تورم الجسم بالكامل، بما في ذلك الوجه والشفتين، مع تضيق في الحلق، وصعوبة في التنفس، وتسارع في ضربات القلب، وانخفاض حاد في ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي العاجل.
وأكد حمضي أن الأشخاص الذين تعرضوا سابقًا للسعات النحل قد يكونون أكثر عرضة للإصابة برد فعل تحسسي شديد عند تعرضهم للسعة أخرى في المستقبل، خاصة إذا كان لديهم تاريخ مرضي من التفاعلات المناعية المفرطة.
وشدد الطبيب على أهمية اتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية لتجنب التعرض للخطر، موصيا بتجنب الاقتراب من أماكن تجمع النحل والدبابير، خصوصًا في فترات تكاثرها، وارتداء ملابس تغطي الجسم بالكامل عند التواجد في مناطق بها نحل، مع تجنب الألوان الزاهية التي قد تجذب الحشرات، وحمل حقنة الإبينفرين (Epinephrine) للأشخاص الذين لديهم تاريخ من الحساسية الشديدة تجاه لسعات الحشرات، وذلك لاستخدامها فور ظهور الأعراض.
وأوضح حمضي أن التعامل الفوري مع لسعات النحل أمر بالغ الأهمية، إذ يجب إزالة إبرة النحلة بسرعة لتقليل دخول السم إلى الجسم، مع وضع كمادات باردة على المنطقة المصابة لتخفيف التورم والألم.
وفي حالة ظهور أعراض خطيرة مثل تورم الوجه، صعوبة التنفس، أو انخفاض ضغط الدم، شدد الطبيب على ضرورة طلب المساعدة الطبية العاجلة والتوجه إلى أقرب مستشفى دون تأخير، لأن التأخر في العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة.
وفي غضون ذلك، فارق طفل ينحدر من دوار “إشاويا” بجماعة بني جميل بإقليم الحسيمة، الحياة الخميس 20 مارس 2025، وذلك بعد تعرضه للسعات نحل طالت جميع أجزاء جسمه حينما كان يلعب مع شقيقه بمحاذاة منزل الأسرة.