بعد اغتيال 9 من علمائها.. إيران تستهدف “العقل النووي” لإسرائيل
في ردها الصاروخي على إسرائيل، استهدفت طهران فجر يوم الإحد 15 يونيو 2025، معهد “وايزمن” للعلوم في مدينة روحوفوت قرب تل أبيب، والذي يعد حسب خبراء “العقل النووي” لإسرائيل وأحد أبرز المراكز البحثية والعلمية لديها.
وأسفر الهجوم الإيراني عن دمار واسع على مستوى مختبرات الأبحاث داخل المعهد، فضلاً عن حرائق كبيرة وأضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية للمعهد.
تأسس المعهد قبل النكبة بـ14 سنة، أي خلال فترة الانتداب البريطاني، وبالتحديد في سنة 1934 على يد قائد الحركة الصهيونية آنذاك حاييم وايزمان.
وشارك المعهد، الذي كان يحمل اسم “دانيال سييف للبحوث”، في حرب النكبة عام 1948 عبر سلاح العلوم التابع للعصابات الصهيونية الهاغاناه، قبل الإعلان عنه رسمياً بعد توسعته وتسميته معهد “وايزمان للعلوم” نسبة إلى حاييم وايزمان الذي تقلد فيما بعد منصب رئيس الدولة.
يعمل اليوم في مجالات الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا، وعلوم الحاسوب والرياضيات. كما يرتبط بشراكات مع مؤسسات تطوير السلاح لجيش الاحتلال، بحيث أن عدداً من خريجيه ساهموا في هذه العملية.
ويُصنف ضمن المراكز العشرة الأولى عالمياً، مع حرصه على تقديمه خدمات بحثية متقدمة للجيش الإسرائيلي، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي.
وتأتي الضربة الإيرانية للمعهد الإسرائيلي، الذي يعد العقل النووي بالنسبة إلى تل أبيب، بعد تنفيذ الأخيرة لسلسة اغتيالات بحق علماء ذرة نويين منذ صباح الجمعة 13 يونيو 2025، والذين بلغ عددهم أمس السبت 9 خبار وعلماء نويين.
ووصف مراقبون هذه الضربة بـ”الاستهداف النوعي”، مشيرين إلى أنه يحمل دلالات إستراتيجية كبيرة، نظراً إلى مكانة المعهد ضمن منظومة البحث والتطوير الإسرائيلية.
في هذا الصدد، قال الصحافي مالك الروقي إن معهد وايزمان للعلوم الذي يصنف كأحد أفض مراكز البحث العلمي في العالم، تعرض للقصف الليلة بالصواريخ الإيرانية، مذكراً بكونه يعد أول معهد في الشرق الأوسط يبني كمبيوتر إلكتروني عام 1955.
ويشير نشطاء إلى أن الضربة تعد تحولًا نوعياً في طبيعة الاستهداف الإيراني، فيما يراها آخرون أنها “هزت نخاع التقنية الإسرائيلية. ويذهب كثيرون إلى أن استهداف المعهد يمثل ضربة تمسّ جوهر البنية العلمية الإسرائيلية بالنظر إلى ما يحتويه من أبحاث في مجالات الفيزياء النووية وعلوم الحياة والتقنيات المتقدمة، إذ يشكّل رافعة أساسية في مجالات مثل النانو، والطب الحيوي، والتقنيات العسكرية، منذ تأسيسه قبل أكثر من 8 عقود.
