بعد استشهاد السنوار.. محلل فلسطيني: المقاومة مستمرة والمواجهة ستكون أكثر قوة
“مقبلاً غير مُدبر، مُمْتَشقاً سلاحه، مشتبكاً ومواجهاً جيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف”. هكذا نعت حركة المقاومة الإسلامية -حماس- اليوم، الجمعة 18 أكتوبر 2024، رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار الذي استشهد في اشتباك بين المقاومين وجنود إسرائيليين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في مشهد بطولي اعتبره محللون نسفاً لـ”كل محاولات إسرائيل ضرب رمزية المقاومة، وهدفها من السعي لاغتيال السنوار”.
وفي الوقت الذي مازال جيش الاحتلال يسعى لنسف حقيقة الشهيد المشتبك في الميدان، لصناعة “نصر زائف” حسب محللين، معلناً مقتله مع الحديث عن انتهاء حكم حماس واليوم التالي في غزة، يُطرح سؤال ماذا بعد استشهاد القائد الفلسطيني البارز يحيى السنوار “مهندس معركة طوفان الأقصى” التي أربكت العالم وغيرت المعادلات على جميع الأصعدة إقليمياً ودولياً؟ وما هو مستقبل المقاومة في غزة؟
يجيب المحلل السياسي الفسيطيني محمد القيق، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، ويقول إن المقاومة التي من أجلها أمضى السنوار عقدين من الزمن في السجون الإسرائيلية، “والتي تحرر على يدها وانخرط من جديد فيها وصولاً إلى رئاسة المكتب السياسي لحماس، المقاومة التي من أجلها قاتل وقاوم وجاهد، والتي كان عند اللحظات الأخيرة في المواجهة خلف خطوط العدو مستمرة وفي حالة ارتقاء”.
ويضيف القيق، أن تراكمية العمل المقاوم من الناحية الاستراتيجية بعد انطلاق “طوفان الأقصى” كبيرة جداً، مشيراً إلى أنها “صنعت شيئاً في الذاكرة والعقل الجمعي نحو النهوض في وجه الاحتلال ووقف التطبيع ومعادلة المقاومة والحق الفلسطيني”، رغم ما يتم تسجيله من “عربدة إسرائيلية وتآمر عربي وضوء أخضر أمريكي”.
ويرى المحلل الفلسطيني في شعار “وإنه لجهاد نصر أو استشهاد” معنى مهماً يرسخ المقاومة في فلسطين ويعطيها حقها الطبيعي، في الوقت الذي جلبت معركة “طوفان الأقصى” مزيداً من الدعم الدولي للقضية الفلسطينية بالاعتراف بفلسطين واستحقاق الدولة المستقلة، فضلاً عن فقدان إسرائيل الكثير “بعدما استطاعت أن تصل إلى مرحلة التطبيع والصورة الحسنة أمام العالم”، موضحاً أن “المواجهة باتت أكثر قوة في وجه الإسرائيلي من جبهات كثيرة”، بحيث أنه بينما كان يحاول إسكات غزة التي تتركز داخلها المعركة “نتحدث اليوم عن ست جبهات كما نتددث عن محكمة عدل وجنايات دولية وقرارات أممية، والكثير من التراكمات التي باتت مهمة في بناء القضية الفلسطينية على أساس التحرير وليس التخدير”.
كما أنهت المعركة فكرة الانقسام الفلسطيني الذي كانت الأنظمة العربية تحاول تمريره، من أجل أن”تكون لحماس إدارة مدنية في غزة دون تحرير، كما هو الشأن بالنسبة إلى حركة فتح في الضفة الغربية”.
ويرى محمد القيق، وهو أسير فلسطيني سابق، أن المواجهة ستصبح أكثر قوة بعد هذه الاغتيالات وكذلك المواصف الصلبة ستكون أكثر صلابة، رغم أن إسرائيل تحاول تجسيد المقاومة في شخص معين حتى يتسنى لها عند اغتياله “إحباط الحاضنة الشعبية معنوياً”، منبهاً إلى أنها سعت لذلك في حزب الله مع حسن نصر الله، وفي حماس مع إسماعيل هنية وغيرهما، واليوم مع السنوار.
وبالتالي يضيف المتحدث: “هذه معادلة أمنية إعلامية إسرائيلية لإحباط الشعوب، وأيضاً رسالة دولية من الإسرائيليين بأن الفلسطيني عبارة عن عشيرة يقودها زعيم مليشيات متطرفة وستنتهي مع قتله”، مشيراً إلى أن جيش الاحتلا يحاول كذلك أن يسجل أمام الرأي العام الإسرائيلي أنه “حقق إنجازاً باغتياله من كان يدير كل هذه العملية (معركة طوفان الأقصى)”.
“إلا أن الميدان يقول عكس ذلك”، يضيف المحلل السياسي محمد القيق مشدداً على أن الساحة تظهر أن “المقاومة مستمرة والجيش الإسرائيلي لا يستطيع الوصول إلى جنوده وضباطه، واليوم التالي في غزة لم يتحقق، ومستوطنو الغلاف لم يعودوا إلى مستوطنات الغلاف وكذلك مستوطنو الشمال”، في الوقت الذي “فتحت فيه الجبهات على أوجها، والشعوب باتت تكره إسرائيل كرهاً شديداً، وصورة هذه الأخيرة في الساحة الدولية أخذت تتلاشى”.