اختفت في البحر قبل 4 أيام.. السلطات المغربية تعيد قاصراً حاولت العبور لسبتة المحتلة إلى عائلتها
“واجهت خطر الموت”. بهذه الكلمة عبّرت طفلة قاصر عن الخوف الذي عاشته لساعات بين أمواج البحر الأبيض المتوسط أثناء محاولتها العبور إلى مدينة سبتة المحتلة رفقة صديقتها مغتنمتين “تدهور الأحوال الجوية”، قبل العثور عليها وتسليمها من قبل السلطات المغربية إلى عائلتها في مدينة الفنيدق السبت 12 أكتوبر 2024.
تقول وصال الريفي (16 عاما) بعد عودتها إلى المغرب، إنها قضت ساعات طويلة في البحر، مشيرة إلى أنه “محبطة وحزينة حقاً” لما حدث، وتضيف: “خاطرتُ بحياتي ووضعتُ نفسي في خطر للوصول إلى سبتة، لم أستطع تحمُّل ذلك”. لافتة إلى أنها انفصلت عن صديقتها ياسمين في البحر. “وهي الآن في مركز للقاصرين”، في مدينة سبتة.
وبدأت قصة وصال، حسب صحيفة “إل فارو دي سبتة” التي توصلت بطلب للمساعدة من قبل عائلة الطفلة، عندما فقدت هذه الأخيرة أثر ابنتها الأربعاء الماضي 9 أكتوبر 2024، وعلمت فيما بعد أنها قد سبحت فجر ذلك اليوم نحو مدينة سبتة.
وبررت وصال إقدامها على هذه المغامرة، في حديث مع الصحيفة الإسبانية، بالظروف المعيشية السيئة التي تعيشها، والفقر الذي تعاني منه العديد من العائلات المغربية، حسب تعبيرها، وقالت: “أعلم أن الأمر خطير وصعب، لكن الظروف أجبرتني”، مشيرة إلى أنها ستركز على دراستها لتجنب تكرار هذه التجربة.
وعادت وصال إلى منزلها في مدينة الفنيدق بالأمس بعدما اتصلت السلطات المغربية بوالدتها، وتترك وراءها كابوساً تسبب في العديد من المآسي، حسب المصدر ذاته الذي لفت إلى أنه في ذلك اليوم الذي حاولت وصال العبور فيه مع ياسمين إلى المدينة المحتلة، تم اعتراض ستة قاصرين على نفس المسار بعد وصولهم إلى الشاطئ.
القاصرون الستة والذين بينهم ياسمين صديقة وصال وصلوا إلى سبتة في الساعات الأولى من صباح الخميس 10 أكتوبر الماضي، قبل نقلهم للرعاية في المدينة، في حين ظل الغموض يحيط بمكان وجود الطفلة المفقودة لساعات وسط البحر يجري التأكد فيما بعد بشأن أنها مازالت تصارع الأمواج بعد انفاصلها عن صديقتها عندما فقزتا بلباس الغطس.
ويعد دخول الفتيات إلى سبتة سباحة غير معتاد، لكن هذه الظاهرة تصاعدت خلال الصيف مع حملات الهروب الجماعي، حيث بدأت عدة فتيات مراهقات في اتباع نفس المسار الذي كان يسلكه البالغون والقاصرون من الذكور بانتظام عبر الصخور، يرتدين بدلات غطس أو ملابس سباحة متجاوزات الحدود بين الجانبين، وقد وثقت عدة مقاطع فيديو نُشرت على منصات مثل تيك توك، وصول العديد منهن إلى شواطئ المدينة المحتلة.