بعد اتهامات بإخلال الحياد.. استقالة قاضية محاكمة مارادونا

تشهد قضية وفاة أسطورة كرة القدم دييغو أرماندو مارادونا تطورًا جديدًا يعيد القضية إلى بدايتها، بعد أن قدمت القاضية جوليتا ماكينتاتش، المعروفة إعلاميًا بـ”قاضية الفضيحة”، استقالتها رسميًا من منصبها، على خلفية مشاركتها غير المصرح بها في فيلم وثائقي يتناول المحاكمة الجارية بشأن ظروف وفاة النجم الأرجنتيني.
وجاء قرار الاستقالة بعد أسابيع من إعلان بطلان المحاكمة الأولى، التي انطلقت مطلع هذا العام في ضاحية سان إيسيدرو قرب بوينس آيرس، قبل أن تتوقف بشكل مفاجئ في نهاية ماي الماضي، إثر اعتبار المحكمة أن القاضية المذكورة أخلت بمبدأ الحياد، مما “أضر بجميع أطراف القضية”، وفق ما صرح به القاضي ماكسيميليانو سافارينو.
وفي رسالة استقالة بعثتها إلى سلطات إقليم بوينس آيرس، عبر محاميها داريو سالدانيو، الأربعاء 25 يونيو 2025، أبدت القاضية ماكينتاتش “أسفها العميق للتأثير المؤسسي والاجتماعي الذي أحدثه سلوكها”، مشيرة إلى أن استمرارها في منصبها قد يضعف ثقة الرأي العام في القضاء.
وقالت: “أدرك أن انسحابي هو أفضل طريقة لإعادة الاعتبار للمؤسسة وتصحيح ما ارتُكب من أخطاء”.
وبالتوازي مع ذلك، جرى تعيين هيئة قضائية جديدة لإعادة إطلاق المحاكمة من الصفر، حيث ستتولى المحكمة الجنائية السابعة في سان إيسيدرو الملف، برئاسة القضاة روبرتو جايج، أليخاندرو لاغو، وألبرتو أورتولاني.
ورغم عدم تحديد تاريخ دقيق لاستئناف الجلسات، رجحت مصادر إعلامية أن تُؤجَّل المحاكمة حتى سنة 2026.
وتعود القضية إلى وفاة مارادونا يوم 25 نونبر 2020 عن عمر ناهز 60 عامًا، بعد تعرضه لأزمة رئوية حادة وقصور في القلب، بينما كان يتعافى بمنزل خاص من جراحة دقيقة أجراها لإزالة جلطة دموية في الرأس.
ووجه الادعاء العام تهم “القتل العمد المحتمل” إلى سبعة من أفراد الطاقم الطبي المشرف على مارادونا، في مقدمتهم الطبيب الشخصي، إلى جانب ممرضين وخبراء نفسيين، معتبرًا أن سلوكهم اتسم بالإهمال، وأنهم تصرفوا مع علمهم بالعواقب الوخيمة على حياة اللاعب.
ويواجه المتهمون في حال إدانتهم أحكامًا بالسجن تصل إلى 25 سنة.
وكان تقرير طبي أعدته لجنة خبراء بطلب من النيابة العامة قد خلُص إلى أن “مارادونا تُرك يتدهور تدريجيًا في وضع صحي هش”، معتبرًا أن “وفاته كانت قابلة للتفادي”، في ظل غياب التنسيق الطبي اللازم وافتقار مكان النقاهة لأبسط شروط الرعاية.
وتثير هذه القضية اهتمامًا واسعًا في الأوساط الأرجنتينية والعالمية، باعتبارها تتعلق بوفاة أحد أعظم رموز كرة القدم في التاريخ، كما تصر عائلة مارادونا على المضي قدمًا في مسار العدالة، محملة الطاقم الطبي المسؤولية الكاملة عمّا تعتبره “إهمالًا تسبب في إنهاء حياة أسطورة”.