بعد إلغاء ذبح الأضاحي.. باعة الفحم: تكبدنا خسائر فادحة ونعيش أزمة خانقة

خلّف قرار منع ذبح أضاحي العيد لهذا العام تداعيات اقتصادية مباشرة على عدد من المهن الموسمية المرتبطة بهذه المناسبة، من بينها تجارة الفحم، التي باتت تشهد ركودًا غير مسبوق في مختلف الأسواق، وهو ما عبّر عنه خالد الرميتي، أحد بائعي الفحم، في تصريح لـ”صوت المغرب”، مؤكّدًا أن القرار “ألحق بهم أضرارًا جسيمة”.
وقال الرميتي إن “بائعي الفحم تضرروا كثيرًا هذه السنة، إذ لم نشهد ركودًا مماثلًا منذ سنوات، فقبل شهرين من عيد الأضحى كنا نُسجل إقبالًا واسعًا على الفحم، أما اليوم، وعلى بُعد أيام معدودة فقط من العيد، لا يوجد أي إقبال يُذكر”، موضحا أن ثمن كيس الفحم كان يصل في السابق إلى 120 درهمًا، أما الآن بالكاد يُباع بـ70 درهمًا، “وحتى بهذا السعر المنخفض لا يوجد من يشتريه”.
وأشار المتحدث إلى أن هذه الفترة “كانت تُشكل مصدر رزق أساسي لبائعي الفحم، إذ يعوّضون خلالها خسائر باقي شهور السنة، ويغطّون حاجيات أسرهم”، مفسرا بالقول “كنا ننتظر هذا الموسم لنكسب ما نُعين به أبناءنا، لكننا خسرنا كل شيء، ولم نحقق أي أرباح، بل طُردنا من السوق ومنعنا من عرض سلعنا، فماذا سنفعل بكل هذه الكميات؟ هل نرميها؟ أم ننتظر حتى يُصبح الفحم غير صالح للبيع؟”.
ودعا الرميتي الحكومة إلى تحمّل مسؤوليتها وتعويض هذه الفئة عن الخسائر الفادحة التي لحقت بها، مشددًا على أن بائعي الفحم يُعتبرون جزءًا من السلسلة الاقتصادية المرتبطة بعيد الأضحى، ولا يمكن تجاهل تضررهم.
ولفت إلى أن بائعي الفحم كانوا يشغلون شبابًا يعيلون أسرًا، وسائقين ينقلون الفحم من مناطق بعيدة، مبرزا أنه ” توقف كل شيء الآن، ونحن نعيش أزمة مالية خانقة”.
وختم الرميتي تصريحه بالقول إن قرار منع ذبح الأضاحي كان حكيمًا من الناحية الاجتماعية، خاصة للفئات الفقيرة التي عجزت عن توفير ثمن الأضحية، “لكن بالنسبة للفلاحين ومربي الماشية وبائعي الفحم فقد تسبّب في أضرار كبيرة، والتعويض بالنسبة لنا حق مشروع، وعلى الحكومة والوزارات المعنية أن لا تتركنا نواجه هذه الأزمة وحدنا”.
وبحسب معطيات رسمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات، فالمساحات المستغلة لإنتاج فحم الخشب تبلغ حوالي 20 ألف هكتار سنويا، مبرزة تمركزها في مناطق الأطلس المتوسط والغرب والريف وتادلة أزيلال.
ويقدر حجم إنتاج خشب الفحم، وفق الوكالة ذاتها، بحوالي 50 ألف طن سنويا منها 10 ألاف طن من الاشجار المثمرة، مشيرة إلى أن أنواع الأشجار التي تستغل في إنتاج خشب الفحم، فهي الأكليبتوس والفلين الأخضر والاكسيا والصنوبريات، إضافة إلى بعض الأشجار المثمرة وخاصة الليمون والزيتون.
ويحل عيد الأضحى لهذه السنة في سياق خاص، حيث أهاب الملك محمد السادس بالمغاربة عدم القيام بشعيرة ذبح أضحية العيد هذه السنة نظرا للتراجع الكبير في أعداد الماشية وتداعياته السوسيو اقتصادية، وذلك في رسالة تلاها أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الأربعاء 26 فبراير 2025.