بعد إعلان نتائج الإحصاء.. “بروميثيوس” يدعو لتعزيز شفافية تقييم أداء المغرب في التنمية المستدامة
دعا معهد بروميثيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان المندوبية السامية للتخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على منصة المندوبية السامية للتخطيط، وذلك لتعزيز الشفافية في تقييم أداء المملكة على مستوى هذا المجال.
وقال بروميثيوس، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إنه غداة إعلان نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 وجهه المعهد رسالة إلى المندوب السامي لفت فيه الانتباه إلى الحالة الراهنة للبيانات والبيانات الوصفية المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة المعروضة على منصة المندوبية السامية للتخطيط.
وأشار إلى أن ذلك من منطلق كون “الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 عملية وطنية كبرى، تشكل محطة أساسية لدعم جهود المغرب في مجال التخطيط الاستراتيجي وتقييم سياساته العامة”.
وأوضح معهد بروميثيوس أنه لاحظ البيانات الوصفية بالنسبة لغالبية المؤشرات تعود إلى عام 2014 أو 2017، وبنسبة أقل إلى عام 2022، لافتاً إلى أنه على الرغم من أن هذه المعلومات “ذات أهمية، إلا أنها لم تعد تعكس بشكل كافٍ الواقع الحالي أو التقدم المحرز”.
وتوفر النتائج التفصيلية لتعداد 2024، التي عرضت في 17 دجنبر 2024، فرصة ثمينة لتحديث هذه البيانات، وفقاً للمعهد “وهو ما سيعطي صورة أوضح حول دمج الديناميات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية الجديدة، و تلبية متطلبات مؤشرات أهداف التنمية المستدامة بشكل أفضل”.
وأشار المعهد في رسالته إلى المندوبية السامية للتخطيط أن هذه الأخيرة “مسؤولة عن إعداد التقارير المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني والجهوي”، وذلك بالنظر إلى الدور المنوط بالمجتمع المدني بموجب الدستور المغربي، لا سيما المادة 12 “واستنادا إلى القرار رقم 70/1 الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 شتنبر 2015، فيما يتعلق بخطة التنمية المستدامة لعام 2030، والذي حدد أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر”.
وكذلك بناءً على “القانون رقم 31.13 بشأن الوصول إلى المعلومات، ولا سيما المادة 10 منه المتعلقة بتدابير النشر الاستباقية، والمرسوم رقم 2.19.452 الصادر في 17 يوليوز 2019، بشأن تنظيم اللجنة الوطنية للتنمية المستدامة، التي يرأسها رئيس الحكومة”
كما شدد معهد بروميثيوس على أهمية تحديث منصة المندوبية السامية للتخطيط، “ليس فقط لتلبية احتياجات صانعي القرار والشركاء الوطنيين والدوليين من المعلومات، بل أيضاً لتعزيز الشفافية ومشاركة المواطنين في تقييم أداء المملكة في مجال التنمية المستدامة”.
واستحضر معهد بروميثيوس في هذا الصدد كمثال على ذلك المؤشر الرئيسي 1.5.1 المتعلق بـ “عدد الأشخاص المتوفين أو المفقودين أو المتضررين بشكل مباشر من الكوارث، لكل 100،000 شخص”، موضحاً أن أحدث البيانات المتاحة المتعلقة بهذا المؤشر تعود إلى عام 2020.
وذكر أن الأحداث الأخيرة، مثل زلزال الحوز وفيضانات طاطا “كان لها تأثيرٌ كبيرٌ على السكان المعنيين، مما يؤكد الحاجة إلى بيانات محدثة وشاملة”.
ويعتقد معهد بروميثيوس للديمقراطية وحقوق الإنسان أن هذه المعلومات ضرورية “لتقييم التقدم المحرز بدقة وتحديد الثغرات والتخطيط الفعال للتدخلات المستقبلية”.
وأوصى المعهد الحقوقي بالنظر في تحديث البيانات والبيانات الوصفية على منصة أهداف التنمية المستدامة كمسألة ذات أولوية، مع تحديثها بانتظام، مؤكداً على أنه من شأن هذه المبادرة “تعزيز مصداقية وتأثير هذه المنصة، وتوطيد دورها كأداة مرجعية لصناع القرار والمجتمع المدني” لصالح التنمية الشاملة والمستدامة في المغرب.