بعد إدانته المقاومة الفلسطينية.. منيب ترفع العلم الفلسطيني في وجه ماكرون
قالت نبيلة منيب البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الموحد إن حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم، الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، أمام أعضاء البرلمان المغربي إنه لم يرقها، مشددة على أن موقفها لا يتفق مع الموقف الذي أعلنه في ما يخص القضية الفلسطينية.
وكشفت منيب، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أنها سجلت موقفها مباشرة بعد حديثه عن أحداث السابع من أكتوبر 2023 برفع وشاحها الذي يحمل العلم الفلسطيني في وجهه مؤكدة أنه لمحها في الوقت الذي تجاهلت فيه كاميرات البث الموقف، في رسالة من البرلمانية قالت إن مفادها “أن الفلسطيين هم الذين يدافعون عن أنفسهم في ذلك الوضع”.
وشدد النائبة البرلمانية على أن إسرائيل “قوة احتلال على تلك الأرض، ترتكب اليوم جرائم في غزة أكدتها حتى محكمة العدل الدولية”.
وأكدت المتحدثة ذاتها على أن المغاربة يساندون القضية الفلسطينية بقلوبهم وبكل ما أوتوا من قوة، “كما يساندون حق الفلسطينيين في بناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، مع عودة اللاجئين وتحرير الأسرى وإحقاق الحقوق التاريخية الكاملة للشعب الفلسطيني المظلوم”.
وقالت المسؤولة البرلمانية، “إن البرلمان صباح اليوم كان في غنى عن الموقف الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي”، مشيرة إلى أن ما عبر عنه من خلال الخطاب الذي وجهه كونه رئيس دولة ذات سيادة “يحمل رسائل للمغرب والجزائر ولدولته بالخصوص مفادها أنه منسجم مع ما تم التعبير عنه من قبل”.
وترى نبيلة منيب أن تعبير فرنسا عن نفس منطق الدول الداعمة لإسرائيل بوصفها كل حركات المقاومة بالإرهاب، ليس بجديد، لافتة إلى أن رسالته ليس لم يبعث بها إلى البرلمانيين المغاربة ولكن لدولته فرنسا واللوبي الصهيوني الذي يدعمه، حسب تعبيرها.
وأكدت المتحدث أن موقفها يظل مختلفاً عن موقف الرئيس الفرنسي في ما يخص القضية الفلسطينية وحلها، معلنة أنها “لا تكن للمقاومة الفلسطينية غير التقدير”، مشددة على أنها الوحيدة التي تملك حق الدفاع عن النفس كونها تدافع عن أرضها في وجه قوة احتلال.
وأوردت منيب: “فليقل ما يقل نحن أيضاً لدينا ما نقوله ونعبر عنه في القضية”، معتبرة أن المهم بالنسبة للدولة والمؤسسات هو مسألة السيادة الوطنية “التي تعد حقاً كانت فرنسا تعرفه لكنها لم تعترف به قبل اليوم”، مشيرة إلى أن هذا الاعتراف “يفتح آفاقاً واعدة من أجل التقرب من الحل، وفرنسا كعضو دائم لدى مجلس الأمن يمكنها مساعدتنا في هذا الحل بشكل كبير”، ولكن في نفس الوقت تضيف المتحدثة “يلزمنا الاعتماد على أنفسنا، واتخاذ مبادرات داخل البلاد من أجل التمكن من الوصول لحل نهائي في آجال معقولة لمباشرة العمل على عدة قضايا أخرى تهم البلاد”.
وبدورها، نددت فاطمة التامني النائبة البرلمانية عن فدرالية اليسار الديمقراطي بتصريحات الرئيس الفرنسي داخل البرلمان المغربي التي “وصف فيها المقاومة الفلسطينية بالإرهاب”، مشددة على أن هذا الحديث مرفوض “ويكشف عن النفاق الصارخ للدولة الفرنسية التي تدعي الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان بينما تستمر في دعم وتسليح الكيان الصهيوني الذي يمارس أبشع أنواع الإرهاب والجرائم ضد الشعب الفلسطيني”.
وأكدت التامني على أن الصراع في فلسطين هو “نتيجة للاحتلال الصهيوني والاعتداء المستمر على حقوق الشعب الفلسطيني”، لافتة إلى أنه “بينما تتجاهل فرنسا هذا الواقع أو تتظاهر بذلك، فالتاريخ الدموي لهذا الكيان مليء بالمجازر والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين من مجزرة دير ياسين إلى كفر قاسم وصبرا وشاتيلا وكلها فصول دموية تركت جرحاً عميقاً في ذاكرة الشعب الفلسطيني وفي ضمير الإنسانية”.
وقالت في بيان: “لن ننسى تلك الجرائم ولن نسامح الجرائم التي ترتكب اليوم, فلسطين ستبقى مقاومة والمقاومة حق مشروع”.
وكان الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون جدد، من العاصمة الرباط، إدانته لمعركة طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية -حماس- يوم 07 أكتوبر 2023، ردا على الاعتداءات الإسرائيلية في حق الفلسطينين، وانتهاك حقوقهم من طرف دولة الاحتلال لعقود من الزمن.
وبالمقابل دعم الرئيس الفرنسي، في الخطاب الذي ألقاه أمام مجلسي البرلمان اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، دولة الاحتلال في جرائمها التي تقترفها في حق المدنيين الفلسطينيين منذ أزيد من عام مخلفة أكثر من 144 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة أودت بحياة الكثيرين خاصة النساء والأطفال والمسنين.
وقال إيمانويل ماكرون، “في السابع من أكتوبر 2023، وقع هجوم وحشي فظيع نفذته حماس ضد إسرائيل وشعبها”، مضيفا أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن شعبها ضد هذا التهديد”.