بعد أن فتك بأطفال صغار.. إطلاق حملة للتلقيح ضد “بوحمرون” بإقليم شفشاون
أعلن مندوب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم شفشاون، خالد أمل، عن إطلاق حملة واسعة للتلقيح بجماعات إقليم شفشاون ضد مرض الحصبة “بوحمرون” لفائدة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و15 سنة، من أجل محاصرة المرض، معتبرا أن انتشار هذا الأخير “راجع إلى إهمال بعض أولياء الأمور عن التلقيح”.
وأوضح المندوب في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن المرحلة الأولى من الحملة “شملت فحصا طبيًا وشبه طبي ل 3965 شخصًا، فيما بلغ عدد المستفيدين من التلقيح 4977 مواطنًا، موزعين على 193 دوارًا بالإقليم”، مشيرا إلى أنه ” وبتنسيق مع المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية، والوزارة الوصية تم إطلاق حملة تلقيح موازية في المدارس، حيث تجوب الأطر الصحية مختلف المؤسسات التعليمية في الإقليم لضمان تغطية أكبر عدد من التلاميذ”.
ودعا خالد أمل المواطنين بإقليم شفشاون إلى ضرورة الإقبال على عمليات التلقيح، بالنظر لأهمية هذه الخطوة في حماية الأطفال وتقوية مناعتهم ضد المرض، مشددا على “أهمية إحضار الدفتر الطبي الخاص بالأطفال للتأكد من استفادتهم الكاملة من التطعيم”.
وفي رده على التخوفات المتعلقة بسلامة التلقيح، نفى مندوب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وجود أي ضرر أو تداعيات ناجمة عن التلقيح، مشيراً إلى أن المغرب ودول العالم اعتمدت هذه الوسيلة للوقاية والسيطرة على الحصبة منذ مدة طويلة.
وأضاف أن التلقيح سيُساهم بشكل كبير في الحد من الإصابات والحفاظ على الصحة العامة، داعياً الجميع إلى التعاون لإنجاح هذه الحملة بالمنطقة والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة.
وكانت جماعة بني رزين بإقليم شفشاون قد شهدت مأساة جديدة، يوم الجمعة 29 نونبر 2024، بوفاة طفلة أخرى نتيجة إصابتها بمرض الحصبة (بوحمرون)، بعد انتشار هذا المرض المعدي بشكل كبير بالمنطقة.
وخلال نفس الفترة كذلك، فتك المرض بحياة طفلتين، إحداهما لا زالت رضيعة، بجماعة تمروت التابعة لإقليم شفشاون، في ظل ارتفاع عدد المصابين بهذا المرض خصوصا في صفوف التلاميذ.
وفي السياق، قالت الفاعلة الجمعوية وقريبة إحدى الطفلتين أسية السباعي، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” إن هذا الحادث المأساوي، يعكس ضعف الخدمات الصحية في المناطق القروية، مضيفة في نفس السياق أن “هذا المرض ينتشر في صفوف الكثير من الأطفال، خصوصاً التلاميذ في العالم القروي، وسط غياب العلاج والتطعيم الكافي”.
وحذرت المتحدثة ذاته من مغبة ارتفاع عدد الضحايا، “بالنظر للانتشار السريع للمرض وضعف التدخلات الصحية العاجلة”، معتبرة أن “حالة الطفلة حياة (قريبتها المتوفاة) هو انعكاس للحاجة الماسة لتكثيف حملات التلقيح وتحسين البنية التحتية الصحية لضمان حماية الأطفال بالمنطقة”.
وأشارت السباعي إلى بني رزين وباب برد يعانيان من نقص كبير في البنية التحتية الصحية، مما يجعل الوصول إلى الخدمات الطبية الأساسية شبه مستحيل، معتبرة أن ” هذا الوضع يعرض الأطفال لأمراض يمكن تجنبها بسهولة بالتلقيح والرعاية المبكرة”.
وطالبت المتحدثة ذاتها بضرورة إطلاق حملات تلقيح شاملة وفورية، إلى جانب تحسين الخدمات الصحية بالمناطق القروية، داعية ”لتكثيف جهود التوعية لحماية الأطفال وضمان حقهم في الحياة والصحة”.
وتعرف عدد من الجماعات القروية التابعة لإقليم شفشاون “كتمروت، أونان، وبني منصور”، وضعا صحيا مقلقا جراء تفشي هذا المرض “شديد العدوى”، في ظل “غياب الاستجابة السريعة من طرف الجهات المسؤولة وضعف المرافق الصحية وندرة مصل التطعيم في هذه المناطق النائية”، حسبما أفادت به مصادر محلية لصحيفة “صوت المغرب”
*عبيد الهراس