story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
التعليم والجامعة |

بعد أسابيع من المعاناة.. أستاذة تفارق الحياة نتيجة اعتداء دموي من أحد طلبتها

ص ص

فارقت الأستاذة “هاجر”، أستاذة اللغة الفرنسية بمعهد التكوين المهني بمدينة أرفود، الحياة فجر يوم الأحد 13 أبريل 2025، بعد أسابيع من المعاناة داخل المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، حيث كانت ترقد بقسم العناية المركزة، منذ شهر رمضان الماضي، متأثرة بجروح خطيرة تعرضت لها نتيجة اعتداء بواسطة سلاح أبيض من طرف أحد طلبتها الذي يدرس بالمؤسسة نفسها.

وفي السياق، كشفت مصادر طبية لصحيفة “صوت المغرب”، أن الأستاذة توفيت نتيجة مضاعفات إصاباتها الخطيرة، بعد أسابيع من العلاج الذي كانت تخضع له منذ تعرضها للحادثة.

الواقعة التي هزت مدينة أرفود وأثارت تعاطفًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، تعود إلى يوم الخميس 27 مارس، حين تعرضت الأستاذة لاعتداء جسدي مفاجئ من طرف طالب يبلغ من العمر 21 سنة، في الشارع العام، باستخدام أداة حادة “شاقور”، حيث وثقت مقاطع مصورة لحظة الاعتداء وسقوط الأستاذة أرضًا.

وتشير بعض المعطيات إلى وجود خلاف سابق بين الطالب والأستاذة داخل المؤسسة، حيث يُرجّح أنه تعقّبها بعد انتهاء الحصص الدراسية، إلى أن باغتها خارج المعهد ووجّه لها ضربات بواسطة أداة حادة.

وعقب وقوع الحادث، تدخلت عناصر الشرطة بالمفوضية الجهوية للأمن بأرفود، وتمكنت من توقيف المشتبه فيه، حيث جرى وضعه تحت تدبير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة المختصة، في انتظار استكمال التحقيقات للوقوف على ملابسات الحادث ودوافعه، إذ لا تزال الأبحاث جارية لتحديد الخلفيات الحقيقية وراء هذا الفعل الإجرامي الذي هز الوسط التربوي.

وأعادت الحادثة إلى الواجهة قضية العنف الموجه ضد الأطر التربوية، وطرحت بحدة إشكالية غياب الحماية القانونية والميدانية التي يفترض أن تضمنها المؤسسات التعليمية لأساتذتها وموظفيها، حيث أصبحت الاعتداءات، سواء الجسدية أو اللفظية، تتكرر بشكل مقلق في عدد من المؤسسات، وسط دعوات من النقابات والهيئات التربوية إلى تدخل عاجل من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ومختلف السلطات المعنية.

كما أطلقت فعاليات تربوية ومجتمعية نداءات لتشديد العقوبات على المعتدين، ووضع برامج وقائية تشمل التوعية والتأطير داخل المؤسسات التكوينية، خاصة أن مثل هذه الاعتداءات تُفرغ العلاقة التربوية من معناها، وتضرب في العمق صورة المدرسة ودورها في بناء القيم والسلوك المدني لدى الشباب.

وفي نفس السياق، تعرض مدير ثانوية في إقليم خنيفرة، مساء الخميس 3 أبريل 2025، لاعتداء وصفه نقابيون بـ”الشنيع” من طرف تلميذ أثناء تأديته لمهامه، مما أسفر عن إصابته بجروح على مستوى الرأس ونقله في حالة غيبوبة إلى المستشفى بمدينة خريبكة.

وأدانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في بلاغ رسمي اطلعت عليه صحيفة “صوت المعرب”، الاعتداء الذي تعرض له مدير ثانوية الحسن الأول بجماعة سبت أيت رحو، معربة عن عزمها متابعة الملف واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان حماية الأطر التربوية من مثل هذه الحوادث.

وقالت المديرية الإقليمية في خنيفرة، إن مدير الثانوية التأهيلية الحسن الأول بجماعة سبت أيت رحو “تعرض لاعتداء بالضرب والجرح، وهو يؤدي مهامه المعتادة مساء الخميس 3 أبريل 2025، على يد تلميذ بالمؤسسة”، مشيرة إلى أن الاعتداء تسبب له، وفقاً للمعاينة الأولية، في “جروح على مستوى الرأس، مما استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية”.

وأضاف البلاغ أن المديرية تتابع الحالة الصحية لمدير المؤسسة مع مختلف الجهات المختصة، منذ علمها بالخبر، وشدد على “الرفض القاطع” لكل الممارسات التي تسيء لكرامة نساء ورجال التربية والتكوين وللمنظومة التربوية عموماً. كما أشار إلى أن المديرية “تحرص على التصدي لكل أشكال العنف التي تطالهم بالتنسيق التام مع السلطات المختصة”.

وفي هذا الصدد أكدت المديرية التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بني ملال – خنيفرة عزمها تتبع الملف “بالحزم والصرامة اللازمين” بما يعيد للمؤسسة التعليمية هيبتها ويحمي أطرها الإدارية والتربوية.

هذا، وتظاهر مجموعة من الأطر التربوية في الإقليم، صباح ومساء الجمعة 4 أبريل 2025، في وقفات احتجاجية دعت إليها كل من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي في منطقة مولاي بوعزة، احتجاجاً على “تنامي ظاهرة العنف تجاه رجال ونساء التعليم في ظل عدم تحمل الوزارة لمسؤوليتها”.

وقالت الجامعة الوطنية للتعليم إن مدير الثانوية تعرض لما وصفته بـ”الاعتداء الشنيع” من طرف تلميذ يتابع دراسته بالمؤسسة في مستوى الثالثة إعدادي، وذلك بسبب مطالبته باستدعاء ولي أمره لتبرير غيابه المتواصل. وأضافت أنه تم نقله على إثر ذلك إلى المستشفى الإقليمي بخريبكة.