story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

بطاقة المشجع !

ص ص

نتحدث كثيرا في المغرب عن الشركة الرياضية، والوضعية المالية لأندية كرة القدم، والإستثمار في قاعدتها الجماهيرية، وتسويق المنتوج الكروي، لكن ليس هناك على أرض الواقع ما يشير إلى أن هذا الكلام الكثير وراءه نية أصلا في التخلي عن عقلية الشكارة والهواية، والمرور إلى تطبيق “الخشيبات” الأولى للإحتراف.

عندما أتأمل هذه الملايين من جماهير الوداد والرجاء المنتشرين في الدار البيضاء وباقي مناطق المغرب، بل وفي كل أرجاء العالم، وعشقها “الأورتودوكسي” لفريقها في كل الحالات والظروف، وأتساءل باستغراب، كيف لا تنعكس هذه القاعدة الجماهيرية الهائلة على مالية الناديين، وكيف لم يتفطن مسؤولوها الذين تعاقبوا عليهما، أنهم يتوفرون على “كنز” تسويقي وتجاري، وصنبور مداخيل لم يعرفوا الطريق إلى استغلاله.

ناديا الرجاء والوداد غالبية مداخيلهما من الأنصار تقتصر فقط على مداخيل الملعب خلال المباريات، مع ما يشوب عملية الولوج إلى المدرجات من ممارسات تجعل أحيانا عددا كبيرا من الجمهور “داخل فابور”، في حين أن هناك إمكانية تسويقية كبيرة، قد تجلب مساهمات جميع الرجاويين والوداديين حتى الذين لا يذهبون للملاعب، وأيضا الذين يعيشون خارج الدار البيضاء وخارج المغرب، سيما في ظل الثورة الرقمية، والتجارة الإلكترونية، وسهولة التحويلات المالية.

الصحافي عبد الرحيم أريري كان قد بحث عن إحصائية لاشتراكات جمهوري الوداد والرجاء مع ناديهما وتوصل إلى أنها لا تتجاوز 11.000 بطاقة لجمهور الرجاء و9000 بطاقة لجمهور الوداد. وخلُص أيضا إلى أن نسبة التبطيق الكروي بالدار البيضاء لا تتجاوز 0،6 % من مجموع سكان العاصمة الاقتصادية، وهي نسبة تذهب بنا إلى أن الولاء للأندية عليه علامات استفهام كبيرة، إذ لا يمكن إيجاد تفسير آخر لمحب ينتمي إلى الطبقة المتوسطة ولا يبادر إلى آداء مبلغ اشتراك بسيط مع ناديه المفضل.

مسؤولو الأندية المغربية أيضا يتحملون المسؤولية في عدم تشجيع الجماهير على أداء مبلغ الإشتراك السنوي مع النادي المفضل، إذ تغيب لدى أغلبيتهم تلك العقلية الإستثمارية والذكاء التسويقي الذي يجلب المداخيل، بابتكار العروض والإمتيازات والتخفيضات لحاملي بطائق الإشتراك من المحبين.

بطاقات الإشتراك لدى المحبين في البلدان التي جعلت من كرة القدم نشاطا اقتصاديا منتجا، تنعش خزائن الأندية بمبالغ فلكية قبل انطلاق الموسم، وتساهم في دورتها المالية وصعود أسهمها في الإسثتمارات الكبيرة.. وسأعطي مثالا بنادي برشلونة حيث وصل عدد المحبين حاملي بطاقة الإشتراك إلى 80 ألف شخص وتتنوع البطاقات بين واحدة للأطفال الصغار ب80 أورو و180 أورو للبالغين، ويمكن لحامل بطاقة المشترك أن يستفيد من تخفيض في تذاكر الدخول إلى الملعب، وفي المتاجر الرسمية التي تبيع منتجات النادي، وفي مطاعمه ومتاحفه، وأيضا في الحفلات الفنية والأنشطة الثقافية وفي زيارة المعالم الأثرية والرحلات الترفيهية التي تشرف عليها الجهات الموقعة على اتفاقية شراكة مع البارصا.

صحيح أنه لا مقارنة مع وجود الفارق، ولكن الأمر فقط بغرض أن نفطن للأموال الكثيرة التي تهدرها الأندية المغربية بجهلها لطريقة تسويق منتوجها الكروي في أوساط قاعدتها الجماهيرية العريضة، وأنه آن الأوان أن ندرج موضوع بطائق الإشتراك في أي نقاش حول الوضعية المتردية التي تعيشها هذه الأندية ماليا، وأن يكون المحب هو أول من يبادر لإنقاذ فريقه من أزمته، فأداء مبلغ صغير مقابل الإستفادة من خدمات ترفيهية يوفرها النادي هو أقل دليل على انتمائنا إليه وحبنا له.