story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

بسبب قلة التساقطات.. خبير يدعو لفتح نقاش وطني لإنقاذ الفلاحة في المغرب

ص ص

يواجه المغرب هذا العام تحديات كبيرة بسبب غياب التساقطات المطرية، مما يثير القلق بشأن المخزون المائي والموسم الفلاحي الذي يترقب الفلاحون نتائجه في ظل الظروف المناخية القاسية التي تعيشها البلاد منذ ست سنوات.

وفي هذا الصدد، قال الخبير الفلاحي محمد الطاهر السرايري إن السنة الفلاحية الحالية “شبه ضائعة، خاصة في ظل غياب التساقطات المطرية التي يمكن وصفها بالمنعدمة”، داعياً إلى فتح نقاش وطني حول كيفية تأقلم الفلاحة المغربية مع التغيرات المناخية.

وأوضح الطاهر السرايري، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب” أن هذا الوضع أثر بشكل كبير على العديد من المناطق الفلاحية الكبرى مثل الشاوية وعبدة وزعير وسايس، “حيث تحولت مساحات شاسعة كانت مخصصة لزراعة الحبوب إلى أراضٍ قاحلة”.

وأشار إلى أن الفلاحين لم يتمكنوا من الزرع، “أو أن ما زرعوه لم يأتِ بالنتائج المتوقعة”، لافتاً إلى أن المغرب يدخل السنة السابعة من الجفاف الفلاحي، “في ظل غياب الإنتاج الكافي من الحبوب، مما يهدد بشكل جدي الإنتاج الفلاحي بشكل عام”.

وأضاف المتحدث أنه “من المعروف أن الحبوب لا تقتصر فقط على المحاصيل الزراعية، بل تشمل أيضاً الإنتاج الحيواني المرتبط بها مثل التبن، إضافة إلى المراعي الطبيعية التي أصبحت جافة تماماً”، وبالتالي يرى السرايري أن الوضع الحالي “يعكس أزمة شاملة على صعيد الإنتاج الزراعي والحيواني، حيث يعاني القطاع الفلاحي بشكل عام من تداعيات هذا الجفاف المستمر”.

ولفت إلى أن الإنتاج الحيواني هو الآخر يعاني بشكل كبير، حيث “تخلّى العديد من الفلاحين عن تربية الحيوانات بسبب نقص الأعلاف والمراعي”، وهو ما أدى حسب المتحدث إلى فقدان الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء والحليب، مما يزيد من تعقيد الأزمة.

أما التحدي الأكبر الذي يواجهه المغرب في رأي الخبير الفلاحي محمد الطاهر السرايري “فهو مستقبل هذا القطاع”، خصوصاً بالنسبة للفلاحين الصغار الذين يعتمدون بشكل كامل على الفلاحة كمصدر رزق أساسي، “والتي يتم من خلالها إعالة عائلات بأكملها”.

وأكد الخبير الفلاحي على أن المعطيات والإحصائيات الأخيرة الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط تشير إلى أن مئات الآلاف من الوظائف مهددة بالفقدان في هذا القطاع الحيوي، داعياً إلى فتح نقاش وطني جاد “حول كيفية تأقلم الفلاحة المغربية مع الظروف المناخية الصعبة، وعلى رأسها قلة التساقطات، أو ما يعرف بتأثيرات تغير المناخ”.