story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
أحزاب |

بسبب “أخطاء” أوزين.. حزب جديد ينشق عن “السنبلة” في انتظار الترخيص

ص ص

منذ ستينيات القرن الماضي شهد حزب الحركة الشعبية عدة انشقاقات من طرف قياديين بارزين، أسفرت عن تشكيل أحزاب جديدة خرجت من رحم حزب “السنبلة”، وهو الأمر الذي لا زال يتكرر إلى اليوم بولادة مكون سياسي جديد يطمح لخوض غمار المنافسة داخل المعترك السياسي المغربي، في انتظار الموافقة من وزارة الداخلية.

“الحركة الديمقراطية الشعبية”. عنوان حزب جديد يقوده قياديون وبرلمانيون بارزون في “الحركة الشعبية” بعد الانفصال عن هذا الأخير، كرد فعل على ما اعتبروه “أخطاء متكررة”، من طرف الأمين العام للحزب محمد أوزين، وقراراته التي وصفها أحد المؤسسين للحزب الجديد بـ”الطائشة”.

وفي هذا الصدد، قال محمد عليوي عضو سابق في المجلس الوطني لحزب “الحركة الشعبية”، وأحد المبادرين لتأسيس الحزب الجديد، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن مبادرتهم السياسية تحظى بثقة “عدد من المناضلين والمناضلات من مختلف أنحاء المملكة المغربية، والذين ينتمون لحزب الحركة الشعبية، وكذلك من مختلف شرائح المجتمع، من مستقلين ومنتمين لأحزاب أخرى”.

وأضاف أن هؤلاء المناضلين “يريدون تأسيس حزب سياسي جديد نظيف، وذو توجه وتصور وعقلية مختلفة، وفق مقاربة تعتمد على نظافة اليد، والأخلاق، والسلوك، والمعاملة الحسنة، والسمعة الطيبة”، فضلاً عن “الحس الوطني في خدمة هذا البلد”.

وأفاد بأن هذه المبادرة تسعى إلى مصالحة وطنية مع جميع الحركيين والحركيات، “بهدف تصحيح المسار”، مشيراً إلى أن الوضع الذي وصلت إليه الحركة الشعبية “سببه الأساسي سلوك الأمين العام، والقيادة التي استحوذت على الحزب، وأصبحت تتخذ قرارات انفرادية، وتُقصي كل من يخالف توجهاتها”.

رداً على “أخطاء أوزين

وعن سياق تأسيس الحزب الجديد، قال عليوي: “لقد سئمنا من تصرفات الأمين العام. وصبرنا كثيراً لعله ينضج، ويقود الحزب إلى برّ الأمان، لكنه ظل يرتكب أخطاء متتالية”، يضيف المتحدث مشيراً إلى أن “قراراته طائشة بحيث أنه جمّد جميع فروع الحزب، سواء على المستوى الوطني أو الجهوي أو الإقليمي”.

واستنكر المصدر ذاته ما اعتبره “انفراداً” باتخاذ قرارات وصفها بـ”العشوائية”، مشيراً إلى أنه “يحاول خلق صراعات وتجاذبات، نحن في غنى عن هذا النوع من العناد والصراعات المجانية”.

وتحدث عليوي عن الخيارات التي كانت واردة، رداً على الوضع الذي يرفضونه داخل حزب الحركة الشعبية، قائلا: “أخذنا فترة من التأمل، وطرحنا مجموعة من المقترحات والسيناريوهات على ضوء الاستشارات مع مختلف المنتسبين للحزب”، من بينها الانضمام إلى حزب سياسي في الساحة أو تأسيس حزب سياسي جديد.

“واستقر الرأي على تأسيس حزب سياسي بمنظور جديد، وكفاءات قوية وعالية”، وفقاً للقيادي السابق في الحركة الشعبية، مشيراً إلى أنه يُعتمد على هذه الكافاءات في “جمع شمل الحركيين في مختلف أنحاء المملكة؛ منهم من ينتمي إلى أحزاب أخرى، ومنهم من كان يفاوض أحزاباً أخرى”، قبل إقناعهم بالانضمام إلى الحزب الجديد.

وذكر محمد عليوي أن من أبرز إخفاقات الأمين العام للحزب “التي لا تُعد ولا تُحصى، وتسببت في انشقاقات وشرخ كبير داخل البيت الحركي”، ما حدث في مدينة الناظور، حيث غادر معظم أعضاء الحزب، “بعدما تسبب في خلق صراعات داخل المدينة”، وكذلك في الدريوش، وفي الحسيمة، وفي مختلف مدن الريف، مشيراً إلى أن هذا “واحد من أبرز الأخطاء التي أثّرت سلبًا على وحدة الحزب”.

كما عدد قرارات تتعلق بالتزكيات اعتبرها “أخطاء كذلك”، والتي منها التزكية الممنوحة في مدينة بن طيب، معتبراً أنه “يتم دفع ثمن هذه التزكية غالياً اليوم”.

واستنكر في هذا الصدد كيف يفوز حزب آخر في إشارة إلى “التقدم والاشتراكية” برئاسة المجلس الجماعي رغم حيازته مقعداً واحداً فقط، في الوقت الذي لم تنلها الحركة الشعبية التي تتوفر على 18 عضواً في المجلس.

وقال إن “القرارات العبثية للحزب تسببت في مشاكل كبيرة على المستوى المحلي، وأسهمت في اهتزاز الثقة في مستقبل الحزب، ليس فقط في الريف، بل على المستوى الوطني”.

وأضاف مستشهداً بالحديث النبوي “أبغض الحلال عند الله الطلاق”: “نرى أنه من الأفضل أن نترك الجمل بما حمل، ونؤسس لمرحلة جديدة، يكون عنوانها المصداقية، وحسن السلوك، والأخلاق، والمعاملة الحسنة، وسعة الصدر، والحوار، والتعقّل، والنضج في التعامل بين جميع الحركيين”.

أهداف الحزب

وبخصوص أهداف الحزب على مستوى الساحة السياسية، وقف عليوي عند قيم قال إنها “مفقودة على مستوى المشهد السياسي الوطني” من قبيل الأخلاق، والمعاملة الحسنة، والسمعة الطيبة، والرغبة الصادقة والإحساس القوي بخدمة الوطن، “بعيداً عن المصالح الشخصية والدوافع الذاتية التي باتت تهيمن على الممارسة السياسية”.

ويشير إلى أنه توجد أهداف حزبية سوف يتم التوافق حولها والتصديق عليها من قبل المؤتمر التأسيسي، لافتاً إلى أنه سييتم العمل عليها من طرف “خبراء في القانون وتُعرض خلال المؤتمر المزمع عقده خلال الأيام أو الأشهر المقبلة”.

هذا فضلاً عن “العودة إلى الدفء الحركي، والعلاقة العائلية الحركية التي كانت تجمع مناضلي الحزب”، كونها الهدف الأساس والأهم، مبرزا أن الحركة الشعبية “مدرسة سياسية قبل أن تكون مجرد حزب”، حسب تعبيره، ويعتبر عليوي “أن الهدف الأسمى من العمل السياسي هي خدمة الوطن أولاً وأخيراً، أما التصدّعات، لا فائدة منها”.

الريف معقل الحركيين

وانطلقت هذه المبادرة السياسية الجديدة من منطقة الريف، بحيث أن أبرز القائمين عليها ينتمون إلى هذه المنطقة، وفقاً للمتحدث، فضلا عن “العلاقة المتجذرة للحركيين بالريف، إذ أن حزب الحركة الشعبية نفسه انطلق منه كنسيج مؤسس”.

وتابع أن من بين مؤسسي حزب الحركة الشعبية عام 1957 كان ريفياً، في إشارة إلى السيح دو أبرقاش، وقال عليوي إن الريف “كان دائماً يحتل مكانة كبيرة داخل حزب الحركة الشعبية، الذي كان يمثل القوة السياسية الأولى في منطقة الريف، خصوصاً في الشمال الشرقي بطبيعة الحال”.

وأعرب المتحدث عن أسفه بشأن تراجع شعبية حزب “السنبلة” داخل المنطقة “بسبب الصراعات المجانية والتشتّت الذي أصاب الحركيين”، مشيراً إلى أن الحزب الجديد سيسعى من أجل مصالحة الحركيين مع الريف.

وشدد المصدر على أن الريف “كانت له علاقة وطيدة بالحركة الشعبية، وستبقى هذه العلاقة قائمة ومستمرة في ظل هذا الحزب الجديد”، مسترسلا بالقول: “سنكون سعداء فيه (الحزب) بعودة كل الحركيين والحركيات، ليس فقط من الريف بل من جميع مناطق المغرب”.

وخلص محمد عليوي إلى أن اللبنات الأساسية لجميع الأحزاب الكبرى، سواء في الحكومة أو في المعارضة، “تتكوّن من حركيين وحركيات”، معرباً عن أمله في عودتهم إلى “بيتهم الحقيقي داخل الحزب الجديد، من أجل أن تعود للحركة توهجها، وخاصة في منطقة الريف، التي تظل معقلاً حركياً بامتياز”.