برودة الطقس تزيد من محنة “منكوبي” زلزال الأطلس الكبير
لم تستثن موجه البرد التي تعرفها عدد من المدن المغربية خلال الأيام الأخيرة المناطق المتضررة من زلزال الأطلس الكبير الذي دمر معظم مساكن سكان إقليم الحوز، والذين يبيتون منذ ال8 من شتنبر في خيام مؤقتة في انتظار الشروع في إعادة بناء أو تأهيل المنازل التي تضررت جزئيا أو كليا جراء الزلزال.
وأعادت موجة البرد التي تعرفها عدد من مناطق المملكة، معاناة ساكنة إقليم الحوز على وجه الخصوص إلى واجهة النقاش، خاصة أن هذه المناطق تعرف طقس شديد البرودة خلال فصل الشتاء.
خيام عاجزة أمام قساوة البرد
وفي هذا الصدد، قالت المنسقة الإقليمية للإتلاف المدني من أجل الجبل بإقليم الحوز ،نجية أيت امحند، إنه “على الرغم من التوفر على عدد كافي من الأغطية، إلا أن موجة البرد التي مرت خلال الأيام الأخيرة كانت قاسية بشدة على المتضررين من زلزال 8 شتنبر الذين لازالوا يتخدون من الخيام مساكن لهم بعد تهدم منازلهم”.
وعقدت الفاعلة الجمعوية، في تصريح ل”صوت المغرب”، مقارنة بين “من يقطن في بيت تقيه جدرانه قساوة البرد ويشتكي من البرد وبين من يعيش في خيمة بلاستيكية في درجات حرارة أقل من الصفر”ـ لإبراز حجم معاناة ساكنة المناطق التي تضررت بسبب زلزال الأطلس الكبير.
وعن الظروف السكنية في هذه المناطق، أوضحت عضوة الإتلاف المدني من أجل الجبل أن “بعض الدواوير توصلت بمنازل متنقلة من طرف بعض الجمعيات، لكن عددها يبقى على العموم قليل مقارنة مع عدد المتضريين وحجم الحاجيات”، مبرزة أنه “في بعض الجماعات تجد دوارين استفادوا فقط وباقي الدواوير التي تتجاوز في الغالب 10 دواوير لم تستفد”.
الخيام.. مساكن مؤقتة وليست دائمة
وبخصوص تدخل الدولة في هذه المناطق التي تعرف طقس شديد البرودة، أكدت الفاعلية الجمعوية في قضايا ساكنة الجبل، أنه “لازال تدخل الدولة يقتصر على توفير خيام فقط، وحتى الجمعيات المتطوعة لا تستطع توفير المزيد من المنازل المتنقلة بسبب غلاء تكلف تصنيعها ونقلها إلى الدواوير المتضررة”.
وسجلت المتحدثة ذاتها أن “الخيام ليست إلا حلا ترقيعيا لمعاناة المواطنين في المناطق التي تأثرت بالزلزال وليست حلا دائما يخلص هذه الفئة من المعاناة التي تعيشها، خاصة في هذه الفنرة التي تعرف تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير”.
ثلوج أشد قسوة
ولدى حديثه لصحفية “صوت المغرب” حول تأثير التساقطات الأخيرة التي عرفتها مختلف مناطق المملكة، قال منسق تنسيقية ضحايا زلزال الحوز بأمزميز، محمد بلحسن، إنه “لم تعرف الدواوير بجماعة أمزميز تساقطات مطرية كثيرة خلال الأيام الأخيرة، لكن مناطق أعلى الجبال تعرف تساقطات ثلجية ولا شك أنهم سيعانون بسببها” مشددا عل أن “سكان الجبال في منطقة أمزميز يعانون حتى قبل وقوع الزلزال خلال فصل الشتاء”.
وسجل الفاعل الجمعوي أن “المتضررين من الزلزال لازالوا يبيتون في الخيام البلاستيكية خلال هذه الأيام التي تعرف درجة حرارة منخفضة جدا” مؤكدا أن “هذه الخيام لا تقي أصحابها قساوة برد فصل الشتاء، خاصة في منطقة أمزيز المعروفة ببرودة الطقس خلال هذه الأشهر”.