story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

برلمانيون ينتقدون نتائج الباكالوريا بسبب التعثرات التي عرفها قطاع التعليم

ص ص

انتقد مستشارون برلمانيون نتائج الباكالوريا الخاصة بالموسم الدراسي الحالي، بسبب أسابيع التعثر التي عرفها قطاع التعليم جراء إضرابات الأساتذة، مثيرين في الآن ذاته “ظاهرة انتحار التلاميذ”، بسبب ضغط امتحانات البكالوريا.

ومن جهته بسط وزير التربية والوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين اليوم الثلاثاء 02 يوليوز 2024، إجراءات وزارته في هذا الصدد.

وأوضح المسؤول الحكومي أنه “تم إعداد 765 موضوع بخصوص الدورتين موضوع الامتحان”، مشيرا إلى أن الوزارة قامت خلال هذه السنة بإصدار أطر مرجعية مكيفة خاصة بهذه الامتحانات “استحضارا للظرفية الخاصة التي ميزت هذا الموسم والتي حددت مواضيع الاختبارات في ارتباط بالتعلمات الأساسية للتلاميذ” وفق كلام الوزير.

وجدد التذكير “بإطلاق برنامج الدعم التربوي الوطني خلال الموسم الدراسي الحالي”، مؤكدا أنها عملية تمت بتمويل من الوزارة، موضحا أنها “عملية ساعدت التلاميذ في تحسين مكتسباتهم في عدد من المواد خاصة بالمستويات الإشهادية”.

وقال وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إن امتحانات نيل شهادة الباكالوريا هذه السنة مرت في ظروف “عادية وملائمة”.

وعدد الوزير الإجراءات التي قامت بها وزارته من أجل ضمان السير العادي لهذه الامتحانات، قائلا إنه “تم توفير أكثر من ألف و800 مركز امتحان”، مشيرا إلى أن “عدد قاعات الامتحانات فاقت 28 ألفا في كل الأكاديميات”.

وأكد أن دورة هذه السنة تميزت بالعديد من المستجدات، “منها تبسيط ورقمنة عمليات تسليم مواضيع امتحانات الباكالوريا إلى الأكاديميات، وكذلك الرفع من مستوى تأمين أوراق التحرير من خلال اعتماد ترميز سري إليكتروني”.

وفيما يتعلق بمحاربة ظاهرة الغش، قال بنموسى تم في هذا الصدد، “إنه تم القيام بعدة حملات تحسيسية شارك فيها التلاميذ”، مشيرا إلى “تسجيل نحو 4000 حالة غش”، لكنه اعتبر هذا الرقم ضئيل مقارنة بالعدد الإجمالي للمترشحين.

تشكيك وانتقادات

وفي تعقيب له على كلام الوزير لفت المستشار عن فريق الأصالة والمعاصرة حسن شميس الانتباه إلى ما وصفه بالمعضلة الحقيقية التي تسائل الجميع والتي هي حالات الانتحار التي تم تسجيلها والمرتبطة باجتياز امتحان الباكالوريا.

وأكد في السياق ذاته، دور الحكومة والبرلمان والمجتمع المدني والأسر في التأطير والتربية والمواكبة النفسية لفائدة التلاميذ والتلميذات، مضيفا أن ظاهرة الانتحار أصبحت جد مقلقة أمام الضغط الذي يفرضه المحيط والقلق بشأن المستقبل الأكاديمي والمهني.

ومن جانبه اعتبر المستشار عن الفريق الاشتراكي عبد الإله حيضر الموحد نتائج الباكالوريا “غير مفهومة” وقال في هذا الصدد “إن النتائج جاءت في سياق سنة غير عادية، إذ أن جزءا كبيرا منها ذهب ضحية سلسلة من الإضرابات ترتب عنها إهدار للزمن المدرسي”.

وتساءل المتحدث إياه “عما إذا كان من المنطقي اعتبار النتائج دقيقة أمام هذه الظروف” على حد تعبيره، “وعما إذا كانوا بعد كل ذلك جاهزين حقا للمرحلة المقبلة من مشوارهم الدراسي”.

واستحضر المتحدث ذاته ما جاء في البرنامج الدولي لتقييم المتمدرسين الذي يضع بلادنا ضمن أسوء البلدان في التفكير والكفاءة الإبداعية لدى التلاميذ “ما يعني أن تلاميذنا مصنفين في مرتبة جد متدنية في القدرة الإبداعية والتفكير”، مشددا على أن “كل هذا نتيجة شحن التلاميذ بأحجام ضخمة من المعارف دون منحهم سبل صقل مهاراتهم الإبداعية ولا أبجديات مناهج التفكير والنقد”.

وأشار إلى أن إحصائيات رسمية سابقة أفادت أن 75 في المئة من التلاميذ في سلك الابتدائي لا يتمكنون من فهم نص بسيط، موضحا أن مدرسة الريادة “تركز على التعلمات الأساس لكنها لا تفتح العقول حتى يكون بمقدورها ولوج مسالك البحث الجامعي والأكاديمي”.

ولفت حيضر إلى تفاقم إشكالية التوجيه التي تشير إلى صعوبة اختيار مسالك الدراسة العليا أو المسار المهني المناسب بعد اجتياز امتحانات البكالوريا، مطالبا الوزير بعدم الأخذ بلغة الأرقام خلال مناقشة هذه الأمور لأن الإشكاليات الحقيقية تظهر بعد الحصول على شهادة البكالوريا وتتضخم أكثر فور عدم الحصول على مناصب الشغل نتيجة الاختيار الخطأ، داعيا إلى أخذ ذلك بعين الاعتبار في مسار التلميذ قبل البكالوريا.