بحضور بوعياش ولقجع وممثلي الفيفا.. ندوة دولية تبحث دور الرياضة في تعزيز حقوق الإنسان
شهد مركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، اليوم الثلاثاء 25 نونبر 2025، افتتاح الندوة الدولية التي تنظمها مؤسسة المغرب 2030 بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تحت شعار: “الرياضة كرافعة لتعزيز حقوق الإنسان: أي أثر على المجتمعات؟” .
وعرفت الجلسة الافتتاحية حضور كل من آمنة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان وفوزي لقجع رئيس مؤسسة المغرب 2030، محمد أمين بنعبد الله رئيس المحكمة الدستورية، وجيرد ديمبوفسكي رئيس بالنيابة لحقوق الانسان ومكافحة التمييز، بالاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”.
وفي كلمته خلال الجلسة، قال فوزي لقجع، رئيس مؤسسة المغرب 2030، إن هذا اللقاء يشكل محطة أساسية لإبراز الدور المتنامي للرياضة في “ترسيخ القيم الحقوقية داخل المجتمع المغربي”، موضحًا أن “الدينامية الرياضية الوطنية وما تحقق من منشآت ومراكز متطورة يعكس حجم التقدم الذي بلغه القطاع”.
وشدد لقجع على أن “النقاش حول علاقة الرياضة بحقوق الإنسان ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة تفرضها التحولات العالمية”، معتبرًا أن الرياضة فضاء يُدرّس مبادئ الانضباط والاحترام والتعايش منذ المراحل الأولى لممارسة الطفل للعبة.
وأضاف لقجع أن “الهدف من تطوير كرة القدم لا يقتصر على البنيات التحتية، بل يرتكز أساسًا على بناء مواطن مسؤول قادر على التفاعل الإيجابي داخل محيطه”.
كما أبرز أن الرياضة توفر فضاءً فعليًا لتجسيد المساواة بين الجنسين “إذا تم التركيز على تحقيق ذلك”، مستشهداً بنماذج مغربية نسائية برزت عالمياً على غرار نوال المتوكل، والمنتخب النسوي، وغزلان الشباك المتوجة بالكرة الذهبية الإفريقية.
اتفاقية شراكة لأربع سنوات من أجل نموذج حقوقي في التنظيم الرياضي
من جانبها، أكدت آمنة بوعياش، أنه تم اليوم توقيع اتفاقية شراكة بين المجلس ومؤسسة المغرب 2030 تمتد لأربع سنوات، بهدف تعزيز الربط بين الرياضة وحقوق الإنسان وفق المبادئ التوجيهية التي تقدمها مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والالتزامات المعتمدة لدى الفيفا.
وأوضحت بوعياش في حديثها للمنابر الصحفية، أن لجنة مشتركة ستقترح برنامج عمل مفصل للسنوات المقبلة، مبرزة أن هذا التعاون يمكن أن يشكل نموذجًا للمفوضية السامية لحقوق الإنسان حول كيفية احترام وضمان مبادئ حقوق الإنسان خلال احتضان المغرب لمنافسات كأس العالم 2030.
دراسة شاملة حول حقوق الإنسان استعدادًا لمونديال 2030
وتم خلال هذه الندوة الدولية تقديم عرض مفصّل للدراسة التي أعدّها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والتي تتناول بصورة منهجية واقع حقوق الإنسان في سياق التحضيرات الخاصة بمونديال 2030. دراسةٌ، كما أوضح خالد الرملي، مدير التعاون والعلاقات الدولية بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان في تصريحه لـ “صوت المغرب”، جاءت لتقييم مدى امتثال المغرب للمعايير الجديدة التي أرستها “الفيفا” ضمن ملفات الترشح، وتقديم قراءة موضوعية لمستوى جاهزية البلاد من زاوية الحقوق والحكامة والشفافية.
وأوضح الرملي إلى أن “الدراسة تتكون من ثمانية محاور تشمل الالتزامات الاتفاقية للمغرب، والمبادئ الدولية المتعلقة بالمقاولة وحقوق الإنسان، وتفاعل المغرب مع آليات الأمم المتحدة، إضافة إلى الحماية الدستورية للحقوق والحريات”.
وأشار المتحدث أن هذه الدراسة تناولت “الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية المرتبطة بالرياضة، وحقوق الفئات الهشة، والآثار الإيجابية أو السلبية المحتملة لتنظيم أحداث كبرى مثل كأس العالم”.
وأضاف الرملي أن “هذه التظاهرات ليست فقط احتفالاً بكرة القدم، بل فرصة لتعزيز الإصلاحات في مجالات الصحة والتعليم والسكن وحقوق المرأة وباقي الحقوق الأساسية” .
نماذج تنظيمية مماثلة.. قطر والكوت ديفوار
وفي تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، استعرض سلطان بن حسن الجمالي، الأمين العام للجنة حقوق الإنسان في قطر، تجربة بلاده خلال استعدادات وتنظيم مونديال 2022، موضحًا أن “اللجنة الوطنية بدأت العمل لخمس سنوات قبل انطلاق البطولة، عبر تكوين العاملين في المطارات، وإطلاق مكاتب لاستقبال المشجعين، وتدريب الأجهزة المكلفة بإنفاذ القانون على المعايير الدولية للتعامل مع الجمهور”.
وأكد الجمالي أن “قطر حرصت على ملاءمة تشريعاتها مع المبادئ الدولية لحقوق الإنسان، معتبراً أن نجاح مونديال 2022 مكّن قطر من تقديم نموذج في هذا المجال، متمنيًا للمغرب التوفيق في تنظيم كأس العالم 2030.”
ومن جانب آخر، قالت ناميزاتا سنغاري، رئيسة مجلس حقوق الإنسان بساحل العاج، في حديثها لـ”صوت المغرب” إن “نجاح أي حدث رياضي كبير يتطلب انخراط لفاعلي حقوق الإنسان في مرافقة منظمي الحملات التحسيسية وترسيخ قيم السلام والتماسك الاجتماعي”.
وشددت سنغاري على ضرورة تركيز الحملات على ضمان مرور فعاليات كأس إفريقيا وكأس العالم في أجواء يسودها الاحترام، مع الحد من انتهاكات حقوق الإنسان، ومحاربة كل أشكال العنصرية والتمييز.
*كنزة احسيني الخضير