بالتضامن مع الغزّيات.. مغربيات يخلّدن يوم “القضاء على العنف ضد النساء” أمام البرلمان
شهدت العاصمة الرباط، اليوم الإثنين 25 نونبر 2024، وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان تضامناً مع النساء الفلسطينيات اللواتي يشكلن مع أطفالهن 70 في المائة من ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، وذلك بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة.
واستنكر المتظاهرون والمتظاهرات في الوقفة، التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة التي راح ضحيتها ما يزيد عن 55 ألف شهيد ومفقود وأكثر من 104 آلاف جريح أغلبهم من النساء والأطفال منذ أكتوبر 2023.
وهتفوا بشعارات مساندة للمرأة الفلسطينية من قبيل “يا نساء فلسطين أنتن رمز اليقين” و”تحية مغربية للمرأة الغزاوية”، معبرين عن رفضهم لتخاذل الحكومات والمؤسسات الدولية أمام ما تعيشه الفلسطينيات واللبنانيات من اضطهاد وعنف جراء العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.
وفي حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، قالت خنساء حدوي الناشطة في حركة “مغربيات ضد التطبيع”، أن وقفة 25 نونبر “تأتي لتجديد التضامن مع المرأة في غزة وكل فلسطين ولبنان والسودان ودعمهن”، مشيرة إلى أنها في نفس الوقت “دعم لكل النساء اللواتي يعانين العنف في جميع بقاع العالم”.
وأضافت حدوي التي تنشط بالقطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان قائلة: “جئنا لنذكر العالم بمعاناة نساء فلسطين اللواتي قضين أكثر من 400 يوم في ظل احتلال غاشم وتقتيل وتشريد وتجويع، بينما لا يعيرهن العالم المنافق أي اهتمام، ولا يسمع أصواتهن رغم ما سطره من قوانين تعنى بحقوق المرأة”.
من جهتها، استنكرت الحقوقية خديجة الرياضي استمرار التطبيع مع إسرائيل، محملة الدولة المغربية في الآن ذاته “مسؤولية الأوضاع المأساوية التي تعيشها نساء المغرب من استغلال وعنف وتمييز، ومسؤولية ما تتعرض له المرأة الفلسطينية باعتبار علاقات التطبيع مع الصهاينة المجرمين”.
ورفضت الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان استمرار العلاقات المغربية الإسرائيلية، خاصة بعدما اتهمت المحكمة الجنائية الدولية رئيس وزراء الاحتلال بضلوعه في جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، معتبرة استمرار التعامل معه “دعماً للإرهاب وإشادة به”.
وقالت خديجة الرياضي وهي أول امرأة عربية وإفريقية تنال جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن هذا اليوم “مناسبة للتضامن مع كل ضحايا العنف سواء داخل المغرب أو خارجه، ومناسبة للتأكيد على أن النضال مستمر من أجل مغرب دون عنف ضد النساء”.
“ولكن هذه السنة كما سابقتها يأتي هذا اليوم في سياق خاص يتعلق بحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني” تضيف المتحدثة ذاتها، موضحة أنه لذلك تم تخصيص الوقفة “للتضامن مع المرأة الفلسطينية وإدانة الجرائم البشعة التي تتعرض لها”.
يذكر أنه كشف تقرير للأمم المتحدة، في 8 نونبر الجاري، أن النساء والأطفال يشكلون قرابة 70 في المائة من آلاف شهداء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة الذين تحققت الهيئة الدولية من مقتلهم في الفترة بين نونبر 2023 وأبريل 2024.
وبلغ عدد شهيدات حرب الإبادة الجماعية على غزة نحو 12 ألف امرأة إضافة إلى عشرات الآلاف من الجريحات والمصابات، حسب آخر حصيلة للمكتب الإعلامي الحكومي، يوم الثلاثاء 19 نونبر الجاري، والذي ذكر أيضاً أن حوالي 60 ألف امرأة حامل في غزة معرضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية.