باريس.. مجلس الديانة الإسلامية يدين تصفية المسعفين الفلسطينيين في غزة

أعرب المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (CFCM) عن صدمته العميقة واستنكاره للجريمة الإسرائيلية التيي راح ضحيتها 14 مسعفاً فلسطينياً وموظف تابع للأمم المتحدة، في 23 مارس الماضي قرب مدينة رفح جنوب غزة.
الجريمة، التي تأتي في أعقاب استئناف القصف الإسرائيلي على غزة ومقتل عشرات المدنيين بينهم أطفال، دفعت المجلس إلى التشكيك في جدية التحقيق الذي أعلنت عنه السلطات الإسرائيلية بعد نشر فيديو يوثق من خلاله أحد المسعفين القتلى، خاصة بعد إنكارها المبدئي لوقوع الحادث.
وقال المجلس، في بيان يوم الثلاثاء 8 أبريل 2025، إن ما وصفه بـ”الأفعال الوحشية” تجسد مرة أخرى لا إنسانية هذه الحرب التي يبدو “أنها لا تعرف حدوداً”.
وأضاف أنه تمت تصفية المسعفين بدم بارد أثناء تأدية مهامهم الإنسانية، مشيراً إلى أنه “تم التعرف على هؤلاء المسعفين بوضوح من خلال زيّهم الرسمي، ومركباتهم الطبية، وعُثر على جثثهم الخمسة عشر مدفونة تحت الرمال”.
واعتبرت أن الصور والأصوات في الفيديو الذي تم نشره مؤخراً “لا تُحتمل. إذ يسمع أحد المسعفين وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة قائلاً بكلمات مؤثرة: ‘سامحيني يا أمي، هذا هو الطريق الذي اخترته، أن أساعد الآخرين’.
ودعا المجلس إلى تمكين العدالة الدولية تمثل السد الأخير، مشيراً إلى أنه يجب عليها، الآن “أكثر من أي وقت مضى، أن تتحلى بالشجاعة والثبات من أجل فرض احترام القانون الدولي”، والحفاظ على الكرامة الإنسانية، وتقديم مرتكبي جرائم الحرب إلى العدالة.
وأشار إلى أن مجزرة كهذه، لو وقعت في مكان آخر غير غزة، لكانت كفيلة بإحداث رد فعل دولي عاجل، متهماً المجتمع الدولي ووسائل الإعلام بـ”تطبيع الجرائم ضد المدنيين الفلسطينيين وتهميشها”.
وناشد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المجتمع الدولي، ووسائل الإعلام، وكل الضمائر الحية في العالم، “بألا تُشيح بنظرها”، عن الجرائم الإسرائيلية، لافتاً إلى أن “الحقيقة، والعدالة، وذكرى الضحايا تفرض ذلك”.