باحث: غياب التأطير وراء حادث إعدادية “اللعبيات”
أدت احتجاجات قادها تلاميذ ثانوية إعدادية “اللعبيات” بإقليم سيدي سليمان، أمس الإثنين 8 يناير 2024، إلى تخريب معدات المؤسسة المذكورة وتكسير ما تحتويه أقسامها، كما تم العبث بوثائق إدارية وتمزيقها.
ويأتي سلوك التخريب الذي قام به هؤلاء التلاميذ على خلفية سماعهم بمذكرة تشير إلى ضرورة إجراء فروض المراقبة المستمرة في نهاية الدورة، بحيث يقول التلاميذ “إنهم لم يدرسوا فيها بسبب الإضرابات المتتالية التي خاضتها هيئة التدريس”.
وفي هذا الصدد اعتبر طيب العيادي، أستاذ باحث في السوسيولوجيا، بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ابن طفيل بالقنيطرة، أن الأسباب وراء عملية التخريب هذه، “غياب التأطير من قبل جهات دورها المواكبة”، ويخص العيادي بالذكر جمعيات آباء وأولياء التلاميذ في نفس المؤسسة “التي كان يجب عليها أن تتواصل مع التلاميذ في خضم الأزمة الواقعة”.
وقال العيادي في تصريح خص به صوت المغرب، إن ” الحادث لا يمكن فصله عن المناخ العام للإضرابات التي يخوضها الأساتذة، لكنه امتداد في غير محله”، مضيفا “أن تعريض مؤسسة تعليمية للانتهاك والتخريب هو ضرب في البعد القيمي الموقر الذي تمثله المؤسسة التعليمية في أذهان التلاميذ المغاربة”.
وأردف أستاذ السوسيولوجيا أنه “لا يجب تهويل ما حدث، كما لا يجب الاستهانة به، لأنه يدق ناقوس الخطر، بحيث يمكن أن تنتشر وتتطور أعمال التخريب هذه في مؤسسات أخرى”، مؤكدا أنه “لا يمكن ترك التلاميذ في مواجهة مباشرة مع بناية المؤسسة التعليمية”.
ويتساءل الباحث السوسيولوجي عن إمكانية “وجود جهة مستفيدة من حدث التخريب، وهي التي دفعت بهؤلاء التلاميذ لارتكاب هذا السلوك العدائي تجاه المؤسسة المذكورة”.
وخلص العيادي إلى تخوفه من تكرار نفس فعل التخريب، خاصة وأن الفئة التي بدر منها هذا السلوك، هي نفسها ضحية الشلل التعليمي، وأغلبهم مراهقين ينفردون بخصائص سيكولوجية يطبعها “التمرد والانفلات”.