انقطاع بعض الأدوية بالمغرب يعيد النقاش حول حق الاستبدال من طرف الصيادلة
أعاد انقطاع بعض الأدوية في المغرب مؤخرا، النقاش حول ضرورة العمل “بحق الاستبدال”، هذا التشريع الذي يخول للصيادلة استبدال دواء ب”دواء جنيس” بنفس المكونات و بنفس الجرعات، وذلك في حالة عدم توفر الدواء المنصوص عليه في الوصفة الطبية بالصيدليات ولدى موزعي الأدوية.
ويؤكد العديد من المهنين على أهمية هذا التشريع في مواجهة الانقطاعات المتكررة في بعض الأدوية خصوصا في ظل عمل العديد من الدول بهذا القانون بما فيها دول كتونس والجزائر ومصر.
تعليقا على الموضوع، شدد محمد الحبابي رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، على أهمية العمل بهذا القانون، مبرزا أن “حق الاستبدال” في صالح المواطنين وفي صالح صناديق الائتمان في ظل تعميم التغطية الصحية الشاملة.
واستغرب الحبابي من عدم توفر الصيدلي على الحق في استبدال اسم علامة تجارية بأخرى في حال انقطاع الأولى، رغم تطابقهما من حيث المكونات والجرعات والسعر، مضيفا أن عدم حصول المريض على الدواء الذي يبحث عنه قد يؤدي إلى تفاقم حالته الصحية مما يستدعي معه تدخلا طبيا عاجلا.
وأكد الحبابي أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مؤخرا قد انخرطت في تشجيع استعمال الأدوية الجنيسة في إطار تنزيل السياسة الدوائية المرتبطة بتعميم ورش الحماية الاجتماعية، مبرزا أنه “لا يمكن الانخراط في هذه السياسة دون منح الصيدلي حق استبدال الدواء”.
في ذات السياق أوضح رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب أن هذا الحق يبقى معمولا به في معظم دول العمل بما فيها تونس ومصر وفرنسا.. مضيفا أن غياب هذا التشريع في المغرب راجع بالأساس إلى “ضغط لوبيات” بسبب وجود مصالح مادية بين بعض الأطباء والمختبرات.
وأردف الحبابي أنه في العديد من الدول يقوم الأطباء بكتابة الاسم العلمي للدواء أو ما يعرف “التسمية الدولية المشتركة”، وهو ما يوكل للصيادلة صرف الأدوية للمرضى تحت الاسم العلمي، بدل التقيد بالاسم التجارى الذي قد يكون غير متوفر في بعض الحالات.
التسمية الدولية المشتركة هي اسم موحد ومعترف به دولياً للمواد الدوائية، يتم تطوير هذه التسميات من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO)، بناء على المكون الأساسي، وتستخدم لتحديد المواد الدوائية بشكل موحد على مستوى العالم.
مثال “Paracetamol” هو الاسم الدولي المشترك للدواء المعروف تجارياً بـ “Doliprane”
وخلص الحبابي إلى أن اعتماد الاسم التجاري في الوصفات الطبية بالمغرب يلزم الصيدلي حصرا بذلك الاسم، دون إمكانية صرف دواء جنيس في الحالات التي قد تعرف انقطاعات بعض الأدوية، رغم تطابقهما.
ويذكر أن الصيدليات المغربية تعيش مؤخرا على وقع انقطاع في عدد كبير من الأدوية الحيوية، حيث أضحت رفوف هذه الصيدليات خالية من أكثر 19 بالمائة من الأدوية المتاحة عادة، حسب أرقام كشفت عنها ليلى السنتيسي، المديرة العامة للفيدرالية المغربية لصناعة الأدوية والابتكار الصيدلي في تصريح لمجلة “جون أفريك” الفرنسية.