story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
برلمان |

انخفاض ثقة المغاربة في البرلمان.. محلل: لأنه ليس القناة الأساسية للتشريع

ص ص

يتواصل انخفاض مستوى ثقة المغاربة في المؤسسات المنتخبة، في تراجع يعكس حالة من الإحباط والغموض في العلاقة بين المواطنين والهيئات السياسية، حسب العديد من الدراسات والاستطلاعات التي كان آخرها ما أصدرته شبكة أفروبارومتر المتخصصة في استطلاعات الرأي في إفريقيا حول ثقة الشعوب الإفريقية في مؤسسات دولهم.

ويعبر 25 في المائة من المواطنين المغاربة المشاركين في الاستطلاع المذكور، عن فقدانهم الثقة في قدرة البرلمان والمؤسسات المنتخبة على تلبية احتياجاتهم وتحقيق تطلعاتهم، ما يعكس تحديات كبيرة في تعزيز المشاركة السياسية والتفاعل الإيجابي مع هذه المؤسسات.

في هذا الصدد، يقول المحلل السياسي خالد البكاري في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن انخفاض مستوى ثقة المغاربة في المؤسسات المنتخبة تعبر عنها “نتائج المشاركة في الانتخابات التشريعية والمحلية”، حيث أن هناك نسبة كبيرة من المغاربة حسب المتحدث “غير مسجلة في اللوائح الانتخابية، وحتى المسجلين في هذه اللوائح نسبة متدنية منهم تشارك في الانتخابات بصفة دورية”.

“هذا دليل واضح على أن المغاربة لا يثقون في البرلمان”، يضيف البكاري “لأنهم أصلاً لا يثقون في الأحزاب السياسية، كما لا يلاحظون أي تأثير للبرلمان في السياسات العمومية”، مشيراً إلى أنهم “يدركون أن البرلمان ليس القناة الأساسية للتشريع”، فضلاً على أن “القضايا الكبرى للبلاد لا وجود للبرلمان ولا وجود للحكومة ولا باقي المؤسسات التمثيلية فيها”.

وشدد على أن العطب الذي أدى إلى تسجيل هذه النسبة المنخفضة على مستوى ثقة المغاربة في البرمان “لا يتعلق بالبرلمان فقط بل هو عطب مرتبط بكل المؤسسات المنتخبة”، لافتاً إلى أن نسبة 25 في المائة التي أعلنتها شبكة “أفروبارومتر” تظل رقماً متفائلاً لأن “النسبة في الواقع أقل من ذلك”.

ويرى المحلل السياسي أن الشعوب “تميل بطبيعتها نتيجة غياب الثقة في المؤسسات المنتخبة إلى طلب الاستقرار والأمن، وهو ما يجدونه لدى المؤسسات السيادية الكبرى مثل القصر والأمن والجيش”، في الوقت الذي “تتناقص هذه الثقة في المؤسسات المنتخبة والفاعل السياسي يوماً بعد آخر”.

وينبه خالد البكاري إلى أن تراجع الثقة في البرلمان “مؤشر خطير يدل على فقدان الاتصال بمؤسسات الوساطة”، في إشارة إلى المؤسسات المنتخبة والأحزاب السياسية “والتي تشكل في نهاية المطاف نوعاً من الوساطة بين المجتمع والدولة الحاكمة”.

وكشف تقرير حديث نشرته شبكة “أفروبارومتر” انخفاضاً لافتاً في مستوى ثقة المغاربة بالمنتخبين حيث أن 82 في المائة من المغاربة لا يثقون في رئيس الحكومة، بينما عبر ربع المغاربة فقط عن ثقتهم في البرلمان.

وحسب التقرير ذاته، الذي اطلعت عليه صحيفة “صوت المغرب”، وشمل نتائج جمعها بين 2021 و2023، لم تتجاوز نسبة الثقة في المجالس المحلية حاجز 22 في المائة، في حين تساوى مستوى ثقة المواطنين المغاربة بالنسبة لأحزاب الأغلبية والمعارضة بما نسبته 22 في المائة لكل منها.

في المقابل، سجل التقرير ذاته ارتفاعاً في مستوى الثقة في جهاز الشرطة والقوات المسلحة الملكية والمحاكم، حيث أن 72 في المائة من المغاربة يثقون بشكل كبير في المؤسسة العسكرية لبلادهم، في الوقت الذي عبر فيه 67 في المائة من المغاربة عن ثقتهم في الشرطة، بينما بلغ مستوى ثقة المغاربة في النظام القضائي بالبلاد نسبة 61 في المائة.