story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

انتقالات على مضض !

ص ص

طوال فترة الانتقالات الصيفية للاعبي كرة القدم، كنا في كل مرة يصيبنا الامتعاض عندما تتسرب أخبار عن عروض يتلقاها لاعبونا الدوليون من أندية سعودية أو تركية مقابل مبالغ يسيل لها لعاب النفس البشرية الأمارة بجمع الأموال، أو يتناهى إلى علمنا أن لاعبا واعدا لدينا، كان له طموحٌ للانتقال إلى مستوى أعلى، فإذا بنا نجده يفاوض أندية لا يعرفها إلا مسيروها.

فباستثناء انتقال “العز” الذي أقدم عليه الحاج نصير مزراوي إلى العريق الإنجليزي مانشستر يونايتد، وذهاب الموهوب الصغير بلال الخنوس إلى ليستر سيتي، وتوقيع الأنيق أمير ريدشاردسون لفيورينتينا الإيطالي، فقد عشنا مع الأسف انتقالات انتقصت كثيرا من القيمة الكروية لبعض لاعبينا.

فعز الدين أوناحي الذي انتظرنا بعد مونديال قطر ومستواه المبهر فيه، أن يبدأ أولى درجات التسلق التدريجي لسلم المجد الكروي، خصوصا وأن سنه الصغير يساعده، لكن “الرقايقي” تورط في انتقال سيء إلى مارسيليا الذي يتخبط في عدم استقرار لإدارته التسييرية والتقنية، الشيء الذي تركه على الهامش وبين الجمهور لمدة طويلة، وعانى من عدم ثقة المدربين في إمكانياته، وتعرض لضغط كبير من أجل ان يتم “بيعه” لأندية خليجية كانت تعني نهاية المشوار الكروي للاعب كبير وهو في مقتبل العمر، ومن حسن حظه أن وجد في عرض نادي باناتينايكوس اليوناني ملاذا ولو كمعار يجنبه الذهاب إلى دوري فيه من “القصارة” أكثر من كرة القدم.

ويوسف النصيري الذي كانت تسعى إليه أندية إنجليزية وإيطالية كثيرا وكنا نأمل في أن يستغل المكانة التي صنعها كهداف في نادي إشبيلية لكي ينتقل إلى مستوى أعلى في أحد الأندية الكبيرة في أوربا، فإذا بنا نفاجئ به يركب في طائرة خاصة أقلته لتركيا ليوقع لنادي فنربخشة الذي كان قد تولى جوزي ماورينيو إدارته الفنية.. ثم بعد ذلك رأينا كيف حولَه “الممثل” البرتغالي من هداف لناديه في لاليغا، إلى احتياطي يعوض لاعبا مسنا لمدة خمس أو عشر دقائق في نهاية المباريات.

سفيان أمرابط الذي خاض الموسم الماضي تجربة انتقال بالإعارة إلى مانشستر يونايتد، ولم تظهر إمكانياته إلا في نهاية الموسم، فعاد إلى ناديه فيورينتينا، وانتظرنا بشوق أن ينتقل إلى الدوري الإسباني وسمعنا عن عرض أتليتيكو مدريد الذي لديه طريقة لعب تناسبه، فإذا به هو الآخر يقع في مصيدة فنربخشة والدوري التركي بعقد كمعار قابل للشراء.

من الممكن أن يتقبل الكثيرون منا هذه النوعية من الإنتقالات، بدعوى أن تركيا على الأقل لديها دوري تنافسي وحضور جماهيري، وأن العروض المغرية من “التواركة” مغرية وغير قابلة للرفض سيما في ظل الحديث عن “جنة ضريبية” للاعبي كرة القدم في تركيا والنسبة المتدنية من الضريبة على الدخل التي يؤدونها للدولة، ولكن هذا الجانب لا أعتقد أنه يفيدنا نحن كجمهور وكإعلام، بقدر ما يهمنا أن نرى لاعبينا في أوج سنهم الكروي يلعبون في دوريات يستحقونها ويضيفون شيئا إلى قيمة المنتخب الوطني.

لكن رغم كل هذا يبقى الأمل قائما في أن يحافظ لاعبونا الذين انتقلوا لدوريات أقل قيمة كروية، أن يحافظوا على مستواهم وأن يضعوا في حسبانهم أنها مرحلة مؤقتة قصيرة، قد يعودون بعدها إلى مواصلة مشوار اللعب مع الكبار، وألا ينسوا أن منتخبهم لازال في حاجة إليهم وإلى اجتهادهم وصبرهم من أجل الوصول إلى كأس إفريقيا للأمم 2025 وهم في كامل التنافسية المطلوبة.