امحمد الخليفة عن 2024: أتمناها سنة عودة الروح والأمل والحفاظ على الوطن
عبر امحمد الخليفة، الوزير والقيادي السابق في حزب الاستقلال، عن أمله في أن تكون السنة الجديدة، 2024، سنة “عودة الروح والأمل والحفاظ على الوطن العربي”، مشددا على أن الدور هذه المرة على حكومات الدول بعد كل ما سجل من أحداث خلال هذه السنة.
وقال الخليفة، في حديثه إلى مجلة “لسان المغرب” في عددها الأخير عن ارتساماته حول هذه السنة، إن “حالنا اليوم أيتام فى مأدبة اللئام.. حزن في المآقي وفى القلب وفى الدماغ.. نضل يومنا حزانى متسمرين في وجه هذا الغول ذي العين الواحدة الذي يسمونه التلفاز.. لا نرى إلا أجساد مآت الشهداء بأكفانها مسجاة على أرض غزة، ومآت أخر أدركتهم الشهادة في طرقات غزه الأبية، فبقوا مجندلين عرايا على الأرض، لولا الفضلاء من أبناء غزة الذين يسترون أجساد الشهداء بأي شيء.. جثت في كل مكان لا تجد من يواريها الثرى، وإن وجد فلن تجد لها قبراً يأويها..! والأفظع هي تلك المقابر الجماعية التي تذكر بطمر النفايات وما هم بأزبال، ولكن شهدا ء عند ربهم يرزقون، فرحين بأمر الله”.
وتحدث الخليفة عن المشاهد بالقول إن “الشهيد لا يغسل، ولا يغطى وجهه، ويدفن في ثيابه وذلك من تمام إكرامه. جثت أطفال رضع أحيانا مقطعة الأوصال! وأحيانا تسطع وجوهها الملائكية برهبة الموت وجمال الطفولة. تهز المشاعر والضمائر، وتقطع نياط القلوب الحزينة على دمار الإنسان بوحشية لم نقرأ لها في التاريخ مثيلا!”.
ويقول الخليفة متحدثا عن هذا الوضع إنه “في الليل يهجرنا النوم ونبكى حتى الصباح.. دموع الثكالى والمفجوعين تقض مضاجعنا.. وضع أليم ومحزن، ومنظمات عالمية وإنسانية وحقوقية واجتماعية سادرة في غيها، تخلت عن رسالتها ونجدتها كما تفرضه عليها مواثيقها وقوانينها.. وحكومات عربية وإسلامية خنوعة مستسلمة حد التآمر على ابادة الشعب الفلسطيني.. وعالم ظالم للإنسان العربي.. هذه حقيقة عالمنا اليوم. وضع لا تقره ألواح موسى الحقيقية كما أخذها من ربه عليه السلام، ولا رسالة المسيح السماوية التنويرية لتصحيحية كما كتبت بعد ذلك من حوارييه، ولا القرآن الكريم الذى نزل على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام نورا وهداية للخلق أجمعين”.
وعبر الخليفة عن أمله في موقف عربي موحد بالقول إنه “سواء وعظنا أو لم نكن من الواعظين لن يتبدل حالنا إلا إذا صلح أمر حكوماتنا الآن، وليس غدا بالسعي الحثيث لوحدة الصف العربي، وتوحيد توجهاته وأهدافه، وبأخوة صادقة ومحبة حقيقة بعيداً عن كل مجاملة أو نفاق، وجعل مصلحة شعوبها وإنسانها فوق كل اعتبار، والتضامن في السراء والضراء، والتوجه نحو بناء دولها على أساس الديموقراطية الحقة، والعدل في مفهومه الشامل واستخلاص الدوس الحقيقة لهذا العالم الذى نعيشه انطلاقاً من دروس ملحمة غزة الأبية، رغم الثمن الباهض الذى يؤديه أبناؤها البررة نيابة عن العالم العربي والإسلامي”.
ويأمل الخليفة في أن تكون السنة الجديدة “سنة عودة الروح وعودة الأمل والحفاظ على الوطن العربي من استمرار أعداء الإسلام في اختراقه سياسيا واقتصاديا وماليا وعقائديا، والانفتاح الواعي والمسؤول على كل الحضارات في هذا الكون”.
وأنهى الخليفة الحديث عن آماله بالقول أن “هذه آمالي وتطلعاتي إن ظهرت بوادر تحقيقها في سنة 2024 فتلك بشرى خير لوطني ولعالمنا العربي والإسلامي، وسأكون آنئذ من السعداء، وإذا بقيت دار لقمان على حالها، فستكون أكبر مخاوفي وما أخشاه أن نبقى أيتام في مأدبة اللئام في هذه الدنيا، وعلى الدنيا العفاء”.