story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

اليوم الذي انتظرناه

ص ص

وصل اليوم الذي انتظره المغاربة طويلا، بعد مرور ما يزيد عن عام على الإنجاز الخرافي غير المنتظر في كأس العالم بقطر، الذي “دردݣنا” فيه على منتخبات عريقة، وجلسنا في مربع الأقوياء مبهرين العالم، ووقفت جماهير الكرة وإعلامها و محلليها احتراما لهذا المنتخب الذي جاء من إفريقيا ليفتح باباً كان في عداد الأحلام.

وصل اليوم الذي ننتظر فيه أن يؤكد المنتخب الوطني لشعبه ولإفريقيا وللعالم، أن ما حصل في الدوحة وما جاورها، لم يكن مجرد حظ ابتسمت فيه الكرة لرفاق ياسين بونو، ولم تكن كرةً ضربت في “الپوطو” وخرجت.. بل ذلك كان فاكهة عمل تحضيري عميق وفعال لوليد الرݣراݣي و لطاقمه و اللاعبين، استطاعوا إنجازه في وقت وجيز ليذهبوا إلى به إلى كأس العالم كروح واحدة لا تقهر.

وصل اليوم الذي ننتظر بعد شهور لنقول لإفريقيا .. هذه قارتنا، ونحن أولى بألقابها وكؤوسها، وعلى عاتقنا مسؤولية تأكيد ما فعلناه لصالحها أمام العالم، ونحن الجديرون بتمثيلها ورفع رأسها.

وصل اليوم الذي ننتظر فيه أن نبدأ في إزالة هذا النحس الطويل الذي جئنا به مع كأسنا اليتيمة من إثيوبيا، ليعيش مع كرتنا الوطنية 47 عاما بالتمام و الكمال.

وصل اليوم الذي ننتظر فيه أن تبدأ نخبتنا الوطنية في إسكات الأفواه التي تتهم المغرب بالكولسة ومد الأيدي في أجهزة الكاف والإستفادة من البرمجة ومساعدة الحكام، وأن تبرهن فوق الملاعب الإفريقية أن صحوة منتخباتنا الوطنية هي نتيجة قوة لاعبينا ولاشيء غير ذلك .

وصل اليوم الذي ننتظر فيه أن يقنع الناخب الوطني جمهور المغاربة بصواب اختياراته البشرية، وأن لائحة اللاعبين التي ذهبت للكوت ديفوار هي أفضل ما لدينا، وأن الإنتقادات التي تعرض لها بسبب إقصاء بعض العناصر البارزة، هي انتقادات عاطفية لا تستند على معايير تقنية دقيقة.

وصل اليوم الذي ننتظر فيه أن يبدأ لاعبو منتخبنا الوطني في قهر أسطورة الأجواء الإفريقية التي قهرنا المسؤولون والمدربون واللاعبون بمبرراتها في كل مرة “نطير” فيها من الأدوار الأولى خلال المشاركات السابقة، وأن يبرهنوا أن الإستعداد الجيد والتركيز الذهني على المباريات، بإمكانه أن يطيح بتآمر الحرارة و الرطوبة على عناصرنا الوطنية.

وصل اليوم الذي سننتظر فيه كيف سيدحض فيه وليد الرݣراݣي تلك الآراء التي تجزم بعدم توفره على طريقة أخرى للعب، غير طريقة الرجوع إلى الخلف والدفاع طيلة أطوار المباراة كما حدث في المونديال، وكيف سيجيب على من يقولون أن منتخبنا “غادي يتعذب” أثناء اللعب داخل قارته، وكيف سيتعامل مع خصوم إفريقيا الذين يجيدون مفاجئة المنتخبات التي تبالغ في الثقة بنفسها، والتي تفوز بالمباريات قبل لعبها .

وصل اليوم الذي سننتظر فيه أن يبدأ المنتخب الوطني في تبديد مخاوف المغاربة التي عادت بعد المونديال، إثر مباريات ودية و رسمية كارثية أمام المنتخبات الإفريقية، وكيف سيبدأ وليد الرݣراݣي ولاعبوه هذه الدورة الشاقة و الطويلة التي أظهرت منذ البداية أن في جعبتها الكثير من النتائج التي لا تخطر على بال.