story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

اليحياوي: “جيل Z” يسائل الحدود الثقافية والسيادية ويُعيد تعريف الوعي بالحقوق

ص ص

قال الأستاذ مصطفى اليحياوي، أستاذ الجغرافيا السياسية وتقييم السياسات العمومية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، إن “جيل Z” في المغرب يمثل ما يمكن تسميته بـ”جيل التخمة الجيلية”، أي الجيل الذي راكم وعياً متزايداً بحقوقه، وأصبح يسائل الدولة والمجتمع من خلال “اختراق الحدود الثقافية المتعارف عليها في السيادة القيمية المبنية على الحدود السياسية للدولة”.

جاء ذلك خلال كلمته بندوة اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، لمناقشة احتجاجات الشباب في المغرب من منظور حقوقي وسياسي، بتنظيم من قطاع المحاماة لحزب التقدم والاشتراكية.

وأوضح اليحياوي أن هذا الجيل يعيش في فضاء “عولمي مفتوح”، تتقاطع فيه القناعات والقيم في لحظات آنية، مشيراً إلى أن “العولمة المائعة” جعلت الحدود التقليدية تتقلص إلى حد أن التواصل عبر منصات مثل “ديسكورد” أصبح يتم في دقائق، حيث يلتقي شباب من مناطق مختلفة على نفس القناعات والمطالب.

وكشف الأكاديمي المغربي أن أول دراسة حول هذه الظاهرة على منصة “ديسكورد” أظهرت أن هذه المنصة تُعدّ من أكثر الفضاءات الرقمية انسيابيةً في تبادل المعلومات، إذ تنتشر فيها الأفكار والمواقف بسرعة تشبه “فيضانات المياه المتسربة”، وهو ما يجعل المساطر والقوانين التقليدية غير قادرة على مواكبة هذه الدينامية.

ويذكر أن المنصة عرفت انطلاق دعوات لاحتجاجات “جيل Z”، التي دخلت يومها العاشر منذ اندلاعها في 29 شتنبر الماضي، والتي جاءت في سياق مطالبة الشباب بإقالة الحكومة الحالية برئاسة عزيز أخنوش، وإطلاق إصلاحات اجتماعية واقتصادية تشمل قطاعي التعليم والصحة.

وأشار اليحياوي إلى أن تداول الأجيال في المغرب يواجه إشكالاً بنيوياً، إذ إن الجيل الجديد لا يطالب فقط بالبنيات التحتية أو بتكافؤ الفرص، بل يسائل جودة السياسات العمومية نفسها، التي يراها متأخرة عن حاجيات المجتمع وغير مستوعبة للطموحات الاجتماعية المتزايدة.

وأكد أن النقاشات الشبابية التي تابعها عبر “ديسكورد” أظهرت أن هذا الجيل تجاوز المطالب الفئوية نحو صياغة ملف مطلبي جماعي قائم على المصلحة المشتركة، لافتاً إلى أن الكثير من هؤلاء الشباب يطالبون بما يسميه “الولوجية”، أي الحق الفعلي في الوصول إلى الخدمات العمومية الجيدة، متجاوزين فكرة “الحق المطلق” التي كانت سائدة لدى الأجيال السابقة.

وختم اليحياوي تصريحه بالقول إن “المظلوم من الشباب هو من لم يجد المعاملة الحسنة في المستشفى العمومي أو في المدرسة، وهذا الإحساس بالظلم الاجتماعي هو الذي يُغذي موجة الوعي الجديدة التي نراها اليوم في الشارع المغربي”.