الولوس: “7 أكتوبر” عززت ثقافة المقاطعة بالمغرب
سنة كاملة مرت منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”، عرفت بالتزامن مع توجيه عناصر المقاومة صواريخهم صوب مستوطنات الاحتلال، اتساع دائرة طوفان من نوع آخر خارج فلسطين وأراضي محور المقاومةظن سهر نشطاؤه على تخفيض مستوى دعم الجيش الإسرائيلي الذي يوجه سلاحه صوب رؤوس المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة.
تعرضت علامات تجارية أجنبية كبرى مثل ماكدونالدز وستاربكس غيرهما لحملات مقاطعة واسعة على مستوى دول العالم، والتي لم يستثنى منها المغرب الذي شهد مبادرات جماعية وفردية لمقاطعة منتجات إسرائيلية وأخرى يشتبه بدعمها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إضافة إلى وقفات حاشدة أمام مطاعم ومحلات تجارية لتسليط الضوء على ما عده نشطاء “مشاركة منها في حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني”.
“هذه الثقافة قبل 7 أكتوبر ليست هي نفسها بعد هذا التاريخ”، تقول السعدية الولوس النشاطة في حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، في حديث مع “صحيفة المغرب”، بشأن ثقافة المقاطعة الشعبية التي كانت تُعد سلاحاً فعالاً للمغاربة بقضايا محلية، إلا أن حجم الانخراط فيها كان ضعيفاً على مستوى علامات يشتبه بدعمها جيش الاحتلال الإسرائلي لتشكل اليوم كابوساً لهذه العلامات التي تنشط في المغرب.
وتشير الولوس إلى أن السابع من أكتوبر الذي يؤرخ لمعركة “طوفان الأقصى”، أسهم في نشر الوعي بين الناس في ما يهم القضية الفلسطينية، سواء على مستوى العالم أو على المستوى الوطني، حيث أن الجميع أصبح يعلم بالأوضاع في قطاع غزة وكيف يعيش سكانه، وما الذي يحدث في تلك المنطقة، لافتة إلى أن الأفراد أصبحوا يسائلون أنفسهم كمواطنين وبشر “ما الذي يمكننا فعله؟” وهم يرون التنكيل بالمستضعفين هناك.
آنذاك، تضيف الناشطة الحقوقية السعدية الولوس وهي عضو في السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، “برز سلاح المقاطعة الذي كان نشطاً منذ سنوات إلا أن المواطنين لم يكونوا يولون اهتماماً به بالشكل الذي أصبح ملحوظاً بعد تاريخ السابع من أكتوبر 2023”.
وترى المتحدث ذاتها أن المغاربة أصبحوا يدركون أنه لا توجد إمكانيات أخرى لمواجهة الاحتلال غير المقاطعة، وتستدرك قائلة: “نعم هناك مسيرات ومظاهرات وما إلى ذلك، لكن المواطن يبحث عن تأثير مباشر، وهو ما أسهمت فيه المقاطعة، لاسيما في ظل تجاهل النظام لمطالب الشارع المغربي”، موضحة أنه “سلاح سلمي وشرعي لا يوجد أي شخص يملك الحق لإرغام المواطن على شراء أي منتوج، كما للنشطاء كامل الحق حالياً في دعوة الناس لعدم شراء منتجات معينة”.
وتقول: “أصبحنا نصادف مواطنين يتجنبون استهلاك المنتجات الإسرائيلية أو الداعمة لجيش الاحتلال، كما أصبحنا نصادف الطفل يرفض شراء منتج معين مبرراً فعله بأن تلك العلامة تسهم في قتل الفلسطينيين وغير ذلك من مظاهر المقاطعة التي صارت شائعة بالمغرب”، معتبرة أنها “ليست بحجم نظيرتها في الدول والأوروبية أو الولايات المتحدة الأمريكية لكنها تسير في ذلك الاتجاه”.
وكما شكل التاريخ الذي يصادف اليوم، الإثنين 7 أكتوبر 2024، ذكراه السنوية الأولى، فارقاً في الوعي الشعبي بثقافة المقاطعة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين، تلاحظ السعدية الولوس أن المستوى الحالي لهذا السلاح بالمغرب غير كاف، مشيرة إلى أنه “مازالت شريحة واسعة ترتاد مطاعم ومحلات تعود لشركات داعمة لحرب الإبادة الجماعية”.
وأفادت أن توجد مشكلة تتعلق بالاستمرارية وطول النفس أيضاً، “حيث أن عدداً من المقاطعين يريدون مشاهد النتيجة في أسرع وقت ممكن”، داعية إلى ضرورة الاستمرار دعماً لغزة “حتى ولو تطلبت النتيجة الكبيرة أجيالاً لأن الأهم هو أنه يوجد تأثير لهذا الفعل”، مشيرة إلى أن ما يفسر هذا التأثير هو إقدام عدد من العلامات التجارية على ردود فعل توضح مدى تضررها مادياً وسمعةً من حملات المقاطعة الشعبية، سواء من خلال “بياناتها الكاذبة التي تنفي عنها تهمة دعم الاحتلال، أو تخفيض الأسعار لإغراء المستهلك المقاطع، او تغيير أسماء العلامة لعدد من منتجاتها أو شراء منتجات محلية”، فضلاً عن التي أغلقت فروعها في المغرب، تضيف المتحدثة.