story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

الوجهة السياحية الأولى بإفريقيا.. كيف استطاع المغرب جذب 17 مليون سائح؟

ص ص

متربعاً على عرش إفريقيا، أصبح المغرب أول وجهة سياحية في القارة السمراء متخطياً أرض الفراعنة مصر، حيث استقبلت المملكة المغربية ما لا يقل عن 17 مليون سائح في 2024 وفقاً لأرقام رسمية.

ويعود هذا الصعود الذي عرفه المغرب في قطاع السياحة إلى عوامل جذب، صنفها الرئيس السابق للجمعية المغربية للمرشدين السياحيين عبد الصادق قديمي في ثلاث مستويات، تتعلق بعوامل خارجية وعوامل داخلية وأخرى تقنية.

ويرى قديمي، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، أن السياحة في تطور مستمر “وأنها بخير في الواقع كما هي بخير في الأرقام”، مشيراً إلى أن “المغرب من الدول التي تحظى باهتمام السياح في رحلاتهم حول العالم”.

وأوضح المتحدث أن العوامل الخارجية تتعلق بتوجه عالمي في الفكر السياحي “الذي يتوجه اليوم بشكل ملحوظ نحو سياحة ثقافية تكتشف الشعوب وثقافاتها، بينما كانت في وقت سابق تقتصر على المتعة فقط”، إضافة إلى غياب الاستقرار في مجموعة من الوجهات السياحية خاصة في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط مثل مصر وتونس.

أما بخصوص العوامل الداخلية، فذكر عبد الصادق قديمي الاستقرار “الذي يتمتع به المغرب سياسياً واقتصادياً وأمنياً”، فضلاً عن “أصالته وعمقه الثقافي والتاريخي، وتكوينه المجتمعي والحضاري”، مشيراً إلى أنه كلما تم التعريف بمميزاته في هذا الصدد زاد اهتمام الناس بالسفر إليه.

وأوضح أن هذا التميز الثقافي يتماشى مع سياق التوجه الدولي نحو اكتشاف الثقافات المختلفة حول العالم.

وتوقف قديمي، وهو مرشد سياحي عند عامل الجغرافيا، مبرزا أن المغرب “يتمتع بموقع جغرافي استراتيجي رائع بالنسبة إلى أوروبا وأفريقيا وآسيا وأمريكا”، فضلاً عن “ما تتميز به الجغرافية المغربية من جمالية وتنوع طبيعي”.

ولفت المتحدث إلى أن سمعة المغرب على مستوى عدة مجالات بينها الاقتصاد والاستثمار كان لها دور في هذا الصعود، بما في ذلك “الشهرة المغربية على مستوى الرياضة حيث ساهمت كرة القدم بشكل مهم في ذلك، خاصة مع الإنجاز الذي وصل إليه المنتخب المغربي بكرة القدم في مونديال قطر 2022”.

وشدد على أن التألق المغربي في مجموعة من المجالات يجعله “يظهر بشكل بارز على المنصات العالمية سواء الكلاسيكية مثل التلفزة والإذاعة، أو منصات التواصل الاجتماعي النشطة”.

وأفاد المتحدث بأنه إضافة إلى هذه العوامل “توجد عوامل تقنية تتعلق بما يقوم به المغرب للنهوض بقطاع السياحة، من خلال وزارة السياحة، والمكتب المغربي للسياحة، والشركة الوطنية للطيران”، فضلاً عن ما تبذله الجهات الوصية والمعنية بالقطاع من “جهود للتعريف بالسياحة في المغرب على مستوى مختلف القارات، وما توقع من اتفاقيات مع شركات الطيران من أجل جلب السياح”.

وأورد أن الاستثمار في الفنادق والقطارات والطرقات، وكل ما يخدم الحركة السياحية، له دور في هذا الصعود إضافة إلى “مجهودات المهنيين السياحيين على مستوى الطيران والفندقة والمطاعم”، إلى جانب عمل المرشدين السياحيين الذين عدّهم “هدافي السياحة”، كونهم في تواصل مباشر مع السائح.

وأوضح أنه إذا كان مستوى المرشد السياحي جيداً “فإنه يجعل التجربة السياحية إيجابية أما إن كان دون المستوى فسوف يقدم تجربة سيئة”.