الناقم الوطني !
جاء وليد الرݣراݣي إلى الندوة الصحافية أمس الخميس ليتلو لائحة اللاعبين الذين سيشاركون في المعسكر القادم للفريق الوطني، وانتظرناه أن يكون أكثر تبريرا لاختياراته التي تثير الجدل فيما يتعلق بالعناصر الفاقدة للتنافسية والتي تجد صعوبات في اللعب مع أنديتها، لكنه في كثير من إجاباته على أسئلة الصحافيين بدت عليه النرفزة والتناقض في الكلام.
بدا منفعلا وهو يجيب على سؤال بخصوص الضجة التي أعقبت سفره إلى أولمبياد باريس وظهوره وهو يعطي التعليمات من المنصة وفي ردهات مستودع الملابس، وبرر ذلك بتعيينه كمشرف عام على المنتخبين الأول والأولمبي بعد مونديال قطر، وهنا نسي أو تناسى أن الذين انتقدوه ليس لديهم مشكل في توليه لهذه المهمة “السرية” التي توجد في كل منتخبات البلدان العريقة كرويا، بل فعلوا ذلك بسبب الطريقة الإستعراضية التي كان يقوم بها بهذه المهمة أمام كاميرات العالم، عوض قاعات الإجتماعات المغلقة، ووسائل الإتصال الحديثة، وفي التداريب التي تجرى في غياب وسائل الإعلام.
فيما يتعلق باختياراته للاعبين المستدعين والمغيبين الذين تنقصهم التنافسية، فقد تناقض مع نفسه بين إسم وآخر (نايف أكرد وعطية الله مثلا)، وكان الأجدر به لكي يخرج من أوسع الأبواب أن تتوفر لديه الشجاعة للقول بصراحة أن لديه لاعبين مهمين في تشكيلته لا يستطيع التخلي عنهم بسهولة حتى ولو كانوا عاطلين مع أنديتهم، وأن الآخرين (الأقل أهمية في التشكيلة) هناك إمكانية لتعويضهم بآخرين أكثر تنافسية أو تجريب آخرين لأول مرة، و”مريضنا ما عندو باس”.
ثم هناك غيابات غير مفهومة لبعض اللاعبين أبرزهم أمين حارث وسامي مايي اللذان بصما على بداية جيدة هذا الموسم مع نادييهما، ولهما مكانة في المنتخب الوطني ولو على كرسي البدلاء، خصوصا مايي الذي فضل وليد الرݣراݣي بشكل غريب أن يستدعي بدله أشرف داري الفاقد لأي تنافسية منذ شهور، والواضح أن إقصاءهما من معسكر شتنبر له أسباب شخصية ولا علاقة لها بالجانب الرياضي، وكان على وليد الرݣراݣي في إطار إزالة الغموض أن يشرح لنا هل هذان اللاعبان معاقبان أو أنها فقط اختيارات تقنية سيتحمل مسؤولية نتائجها.
على أيٍّ، فمناقشة الأسماء المستدعاة لمباراتي الليسوتو والغابون، لن يصبح له جدوى حتى نرى العناصر الوطنية فوق أرضية الميدان خلال 180 دقيقة التي سيلعبونها في المباراتين، ونرى كيف سيوظفها وليد الرݣراݣي، وهل ستكون الطريقة الهجومية الفعالة التي لعب بها الأولمبيون ملهمة له، لكي يعطي للاعبيه “الكوايرية” هامشا أكبر للعب بحرية، وألا يقيدهم في منظومة تكتيكية ضد طبيعتهم المهارية، وأن يتخلى عن أسلوبه الدفاعي الشهير المغرق في الإحتراس من الخصم والخوف المبالغ فيه من تلقي الأهداف.
وسأنقل هنا جملة لأستاذنا سعيد زدوق قالها في خروج على وسائل التواصل الإجتماعي بعد نهاية الندوة الصحافية للناخب الوطني أمس:
“أي طريقة سيعتمدها وليد الرݣراݣي غير التي لعب بها منتخب طارق السكيتيوي في أولمبياد باريس، سنكون بذلك قد ضللنا الطريق المؤدية إلى الفوز بكأس إفريقيا القادمة”.