story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

الدخول المدرسي.. حقائب مثقلة بالأحلام ومشاعر متباينة بين براءة الصغار وقلق الكبار

ص ص

مع الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء 03 شتنبر 2025، بدت إحدى المدارس الخصوصية بمدينة سلا، تعيش على وقع حركية استثنائية بمناسبة الدخول المدرسي لموسم 2025-2026.

اصطفت أمام المؤسسة، عشرات السيارات في مشهد يُظهر اعتماد عدد من الأسر على النقل الفردي، فيما توقفت في الجهة المقابلة حافلات النقل المدرسي التابعة للمؤسسة، محملة بعشرات التلاميذ الذين دشنوا موسمهم الدراسي الجديد، وهم يلجون الفصول الدراسية تباعًا في صفوف نُظمت بشكل لافت.

ورغم الحركة الكثيفة، لم تسجل صحيفة “صوت المغرب”، أثناء تواجدها بعين المكان، ازدحاما كبيرا بفضل حضور المرافقات وحارس الأمن الخاص بالمؤسسة، الذين يسهرون على سلامة التلاميذ وضمان انسيابية المرور.

على محيا الأطفال بدت مشاعر الفرح تعانق طموح البدايات الممتدة، وترسم في العيون بريق أمل يفتح أبواب الغد المشرق، اختلطت ضحكات الصغار وأحاديثهم مع تهاني الأساتذة وترحابهم، إيذانا بانطلاق موسم دراسي جديد.

الأولياء رافقوا أبناءهم إلى غاية المدخل الرئيسي للمؤسسة، والمناسبة كانت مواتية لتبادل أطراف الحديث حول التنظيم وأجواء اليوم الأول، فضلا عن الاكراهات التي ترخي بظلالها مع كل دخول مدرسي، خاصة في ما يتعلق بالجوانب المادية التي باتت تشكل هاجسا يؤرق بال الأسر المغربية في ظل تضرر القدرة الشرائية للمواطنين.

ارتفاع تكاليف التمدرس، كان الموضوع الرئيسي في حديث الآباء، إذ باتت الأسر تعيش تحت ضغط التزامات مالية متزايدة عامًا بعد آخر، فرسوم التمدرس في هذه المدرسة مثلا تصل إلى 1400 درهم شهريا، فيما تصل تكاليف النقل المدرسي إلى 600 درهم شهريا، هذا دون واجبات التسجيل والتأمين التي تبلغ 1600 درهم سنويا.

وبداخل المؤسسة لا تزال عملية تسجل التلاميذ الجدد متواصلة، إذ يشرف الحارس وموظفو الاستقبال على توجيه أولياء الأمور إلى أماكن التسجيل وتقديم الوثائق المطلوبة، وقد ساعد هذا التنظيم على تجنب الفوضى المعتادة في مثل هذه المناسبات.

بعد التحاق التلاميذ بأقسامهم، بدا المحيط الخارجي للمدرسة هادئًا نسبيًا، مع سماع أصواتهم وهم يهتفون بأناشيد جماعية بكل حماس.

وفي المقابل، لاتزال معالم الموسم الدراسي الجديد بالمؤسسات العمومية غائبة، إذ رصدت صحيفة “صوت المغرب” العديد من المدارس العمومية وقد بدت خاوية على عروشها، غير أن الدراسة ستنطلق بشكل فعلي وإلزامي يوم 8 شتنبر 2025 بالنسبة للتعليم الأولي والتعليم الابتدائي والتعليم الثانوي الإعدادي والتأهيلي، بحسب مقرر وزاري لمحمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.

ويمثل الدخول المدرسي محطة حاسمة في حياة كل طفل، وانشغالا كبيرا، بالنسبة للآباء وأولياء الأمور، لا يخلو من توتر البدايات وهواجس الانتقال من بيئة أسرية خاصة إلى بيئة مدرسية عامة تنتظم فيها العلاقات وفق قواعد وقوانين مختلفة تتلاءم ودورها التربوي والتعليمي، مما يجعل مسألة إعداد الطفل لبدء موسم دراسي جديد أمرا هاما للغاية.

ويجمع المختصون التربويون على أن نجاح الدخول المدرسي سواء بالنسبة للأطفال الذين يعيشون تجربتهم الأولى للتمدرس أو المتعلمين العائدين إلى مقاعد الدراسة، يتوقف على مدى الاستعداد الجيد لكل من الآباء/أولياء الأمور، والمتمدرسين، والمعلمين، والإدارة التربوية.